بعد نسق ماراطوني من المفاوضات والمشاورات بين جميع مكونات المشهد السياسي وجمعيات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية.. وافقت حركة النهضة ذات الأغلبية النيابية في المجلس التأسيسي، على القبول مبدئيا بمبادرة الإتحاد العام التونسي للشغل التي دعا إليها إثر اغتيال منسق حركة الشعب محمد البراهمي. ومع قبول النهضة بالدخول تحت مبادرة الإتحاد.. يطرح تساؤل عن مصير مبادرة هيئة الوساطة بين الفرقاء السياسيين وهل تم الأخذ بعين الإعتبار ما اقترحته هذه المبادرة؟ خاصة وأنها لاقت اجماعا لدى أغلبية الأطراف وفي هذا السياق أكد القاضي مختار اليحياوي العضو في هذه المبادرة أن الهيئة تقبلت بأريحية نتائج لقاء العباسي بالغنوشي.. مشيرا إلى أنه خطوة إيجابية على درب الوصول إلى بر الأمان وتحقيق نتائج ملموسة.. اليحياوي قال أن مبادرة الهيئة تتماشى مع المصلحة الوطنية ولا تتعارض مع بقية المقترحات والمبادرات بما فيها مبادرة الإتحاد ودعوته لحوار وطني ومبادرة منظمة الأعراف.. مضيفا بأن ما قدمته هيئة الوسطاء سيبقى قائما خاصة فيما يتعلق بتحديد موعد 31 مارس كتاريخ أقصى لإجراء الانتخابات. وعن مدى الأخذ بعين الإعتبار بمبادرة هيئة الوساطة في الإتفاق بين إتحاد الشغل وحركة النهضة، أكد اليحياوي أنه من المبكر مبدئيا الحديث عن قبول حركة النهضة بمبادرة الإتحاد قبولا نهائيا.. مبينا أن مارطون المفاوضات سيتواصل خلال الفترة القادمة وعلى عكس ما ذهب إليه البعض فإن المشاورات الحقيقية بدأت لتوها.. لأنه لا يمكن لأي طرف أن يقبل بشروط الطرف الآخر دون أن يطرح شروطه ودون التشاور مع شركائه.. إذ ليس هناك إجماع تام على مبادرة دون أخرى.. لذلك تبقى كل المبادرات المطروحة بما فيها مبادرتنا قائمة وقابلة للتفعيل متى اتفق الفرقاء السياسيون على ذلك..