تونس -الصباح الأسبوعي: يعتنق الآلاف في العالم الإسلام سنويا.. قد لا يكون الكثيرون على علم بذلك، ولكن يكفي أن يختار لاعب كرة قدم أو ممثل مشهور تغيير ديانته واعتناق الإسلام ليحدث ذلك ضجة كبرى. والقصة عادة ما تكون واحدة، في عالم الشهرة والأضواء يشعر النجوم بأنهم يملكون كل شيء ولكنّ الفراغ الروحاني لا تملؤه أصوات المشجعين ولا آخر صيحات الموضة أو السيارات فيبحثون عن إجابات لأسئلتهم الكثيرة والعديد منهم يختار اعتناق الإسلام. من ملاعب كرة القدم إلى الأفلام المسيئة يختار عدد كبير من مشاهير المستديرة الساحرة حول العالم وخاصة في فرنسا اعتناق الإسلام والأمثلة على ذلك كثيرة، على غرار اللاعب فرانك ريبيري الذي غير اسمه إلى بلال أو اللاعب فيليب تروسي، أو إيريك أبيدال. وبعيدا عن ملاعب كرة القدم، اعتنق عديد الفنانين في العالم الإسلام على غرار مغنية الراب ديامز، أو مصور ناشيونال جيوغرافيك المعروف توماس أبريكرونبي إلى جانب الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي دون أن ننسى الموسيقار موريس جار مؤلف موسيقي فيلم "الرسالة." الأمر لا يقتصر فقط على عدد من المشاهير الذين لم يسيئوا للإسلام ولكن أيضا للبعض الآخر الذين لا طالما انتقدوا الإسلام على غرار "أرنود فان دور ". قد لا يعرف الكثيرون هذا الرجل ولكنّه أحد منتجي فيلم "فتنة" المسيء للإسلام الذي أثار جدلا كبيرا في العالم، "دور" أعلن اعتناقه الإسلام وندمه على المشاركة في هذا الفيلم حتى أنه أدى مناسك العمرة وكتب في أفريل الماضي على صفحته على "تويتر" "عمرة، أنا ممتن وسعيد أن أكون هنا!" بعض التقارير الصحفية تشير إلى أن اعتناق الإسلام أكثر انتشارا في صفوف النساء مقارنة بالرجال ولكنّ أشهر من اعتنق الإسلام في العالم من الرجال.. يتذكر الجميع الملاكمين الأمريكيين محمد علي كلاي ومايك تايزن، ويتحدث البعض الآخر عن الناشط الشهير 'مالكوم إكس'، دون أن يغفلوا كذلك شقيق مايكل جاكسون جيرماين جاكسون أو قصة 'كات ستيفنز' الذي أصبح يعرف بيوسف إسلام والذي قام بأعمال خيرية عديدة في أنحاء العالم. وينقل المشاهير عادة صورة إيجابية عن الإسلام خاصة أولائك الذين اعتنقوا هذه الديانة التي نجحت في تغيير حياتهم وقد يدفع ذلك عددا كبيرا من معجبيهم والمتعلقين بهم إلى اعتناق الإسلام أو على الأقل التعرف على هذه الديانة أكثر. أما المشاهير الذين لم يعتنقوا الإسلام فإنّ إشاعات إسلامهم لاحقتهم حيثما كانوا، فيكفي أن يمر أحد نجوم هوليود أو كرة القدم بأزمة نفسية حتى يبدأ الجميع بالحديث عن إسلامهم، مؤخرا لاحقت هذه الإشاعة الشخصية الكوميدية الشهيرة في بريطانيا والعالم روان أتكينسون أو المعروف ب"مستر بين" كما لاحقت مايكل جاكسون وشقيقته جانيت والأميرة ديانا وحتى بريتني سبيرز وباريس هلتون وغيرهم كثيرين. المسلمون الجدد في قبضة المتشددين هذه الضجة الإعلامية يحظى بها المشاهير فقط أما معتنقو الإسلام من المواطنين في أنحاء العالم فلا يسال حولهم الكثير من الحبر، لذا تشير بعض مخاوف المراقبين إلى أنّهم أكثر عرضة إلى التطرف من غيرهم نظرا لأنهم لا يعرفون الكثير عن ديانتهم الجديدة في حين يشير باحث بريطاني في جامعة ليفيربول إلى أن الأمر ليس مسألة معلومات وإنما غياب الدعم الاجتماعي، فلا يلاقي اعتناق الإسلام ترحيبا كبيرا في المحيط العائلي أو تقبلا للفكرة في البداية. وهذه العزلة التي تحيط بهم قد تجعلهم أكثر عرضة للوقوع في "شرك المتشددين" الذين يعتبرون أن انضمام أوروبيين أو أمريكيين إلى صفوفهم سيضيف الكثير من المصداقية إلى قضيتهم، وبالفعل فإن الكثير من الفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين ذهبوا إلى "الجهاد" في سوريا كما تشير المعلومات التي نشرتها بلدانهم. ولكنّ عدد من ينخرطون في الإرهاب يبقى محدودا بحسب الباحثين وأهم دور يلعبه من اعتنق الإسلام حديثا هو تقليص الفجوة بين المسلمين وغير المسلمين. وبالرغم من التحولات السياسية المرتبطة مباشرة بالإسلام أو الإسلام السياسي تحديدا، يرى عدد من المراقبين أن "الربيع العربي" وبعض الممارسات التي تنقلها وسائل الإعلام الغربية أدت إلى مزيد تشويه صورة الإسلام على غرار ما تناقلته الصحف البريطانية من أن المقاتلين المتشددين في سوريا مثلا يعمدون إلى أسر المسيحيين وإجبارهم على اعتناق الإسلام. ولكنّ الأمر شبيه ب"انخفاض الدولار" الذي قد يبدو سلبيا في الظاهر ولكن له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الأمريكي، وتواصل الحديث عن الإسلام حتى وإن كان بشكل مسيء يضعه دائما في مقدمة المسائل المطروحة للنقاش. الصورة السلبية المروجة عن الإسلام لم تؤد حسب تقارير إعلامية إلى تراجع عدد المعتنقين، بل ربما تثير فضول الكثيرين للتعرف أكثر عن هذه الديانة التي يقال عنها الكثير.