تونس – الصّباح الأسبوعي - انطلقت الحرْب على الإرهاب في أكثر من بلد في المنطقة حيث تحدّثت الصّحافة الجزائريّة عن أكبر عمليّة ضدّ الجماعات الإرهابيّة في الجزائروتونسومالي والنيجر في وقت واحد بمشاركة 8 ألاف جندي. وتأتي هذه الخطوة نتيجة تواترمعلومات عن تهديدات حقيقية للجماعات الإرهابيّة لهذه الدّول ولعل ما حدث في تونس تحديدا في مدينة سوسة عندما فجّر انتحاري نفسه او المحاولة الفاشلة لتفجير مقبرة آل بورقيبة بعد تدخّل الأمن أكبر دليل على ما تواجهه تونس وباقي البلدان التي لن تكون بمنأى عن أي تهديد إرهابي. و كشفت صحيفة "الخبر" الجزائرية أن العمليّة التي انطلقت يوم 22 أكتوبر الماضي قد دخلت مرحلة النشاط يوم 23 من نفس الشهر في تونس وشمال مالي، وفي نفس اليوم بدأ الجيش الوطني الشعبي في الجزائر، عمليات تمشيط ومراقبة في عدّة مناطق قرب الحدود مع تونس وليبيا. عمليات متواصلة.. لم تقف عمليّات الجيش التونسي عند هذا الحدّ بل كانت له عديد العمليّات واسعة النّطاق في مناطق يشتبه في تحصن إرهابيّين بها مثل العمليّة التي قام بها بمعيّة قوات من الأمن والحرس الوطنيّين ب"جبل الحمراء" بأحواز معتمديّة السبّالة الواقعة على الطريق الرابطة بين سيدي بوزيد والقصرين، بالإضافة الى مداهمات أماكن بعينها نتيجة تواتر معلومات مفادها وجود أسلحة وخلايا إرهابيّة. ولا تزال عمليّات البحث عن إرهابيّين وأوكار لخلايا نائمة . كما اكدت وزارتا الداخلية والدفاع اللتان اعتبرتا ان الحرب على الإرهابيّين لا تزال مفتوحة، خاصة بعد إعلان محمّد المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية المؤقت، عن منطقة عمليّات عسكرية في وسط البلاد وشرقها، و ذلك بناء على تقارير أمنية تحذر من خطورة الجماعات الإرهابية التي تضمّ جنسيّات مختلفة:(تونسيّين، ماليّين، جزائريّين، مغاربة وليبيّين.) تقرير .. كشف تقريرأعدّه "الائتلاف الوطني لدراسات الإرهاب ومكافحة النشاطات الإرهابية" الأمريكي أن العالم شهد خلال 2012 أكثر من 8500 عملية إرهابية، أدت إلى مقتل مالا يقل عن 15.500 شخص، وتركزت الهجمات في أفريقيا وآسيا ودول الشرق الأوسط. وبهذه الحصيلة يكون عدد الهجمات الإرهابيّة قد ارتفع بواقع 69 في المائة مقارنة بعام 2011، بينما قفز عدد الضحايا بواقع 89 في المائة، علما أن أعلى عدد للهجمات خلال السنوات الماضية سُجّل عام 2011 والذي شهد خمسة آلاف هجوم، بينما وقع العدد الأكبر للضحايا عام 2007 مع 12800 قتيل. وتوقع المركزأن يكون عام 2013 أكثردمويّة من العام الماضي، إذ أن الأشهر الستة الأولى منه بمفردها شهدت أكثر من 5100 هجوم. ولعل هذه الخطرالارهابي جعل الدول الأربع تقود حملة ضدّ الإرهاب من خلال عمليّة واسعة النطاق هدفها تضييق الخناق على الإرهابيّين المتواجدين على أراضيها. أشدّ فتكا.. ويشير التقرير الى ان التنظيمات الإرهابية الأشد فتكا لعام 2012 كانت حركة "طالبان" في المقدمة، لتسبّبها في مقتل 1842 شخصا، وخلفها حلت جماعة "بوكو حرام" النيجيريّة المسؤولة عن مقتل 1132 شخصا، ثم تنظيم القاعدة في العراق، والحزب الشيوعي الماوي في الهند وحركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وأخيرا الفرع الباكستاني لحركة طالبان. ولم تركز الخلاصة التي وردت في التقرير ما يدور في افريقيا خاصة في ظل اتخاذ التنظيمات الارهابية للمنطقة منطلقا وساحة حرب جديدة مهياة لبناء امارتهم مستغلين ضعف الحكومة الانتقالية في ليبيا التي تحدث تقرير دولي عن كونها أصبحت مركزا للسلاح والتدريب. وتجدر الإشارة الى أن "الائتلاف الوطني لدراسات الإرهاب ومكافحة النشاطات الإرهابية" يتّخذ من جامعة ماريلاند الأمريكية مقرّا له، ويمتلك سجلات حول الهجمات الإرهابية حول العالم تعود إلى عام 1970، وهو مموّل من وزارة الداخلية الأمريكيّة، ومن المقررأن ينشر تقريره التفصيلي في ديسمبر المقبل.