تواجه الجمعيات والمجامع المائية في عديد المعتمديات بولاية القيروان صعوبات في التسيير وزاد الطين بلة ،امتناع المشتركين عن خلاص مستحقاتهم المالية لتتضاعف وتتنامى ظاهرة الربط العشوائي وتتوقف بذلك مضخات ضخ المياه فينقطع الماء عن المستفيدين وتبدأ رحلة البحث عن قطرة ماء من أجل الارتواء، وتواتر الإحتجاجات وتغلق الطرق وتنطلق المعاناة. وفي هذا السياق ،إرتأت "الصباح نيوز" تسليط الضوء على واقع المجامع المائية الخاصة بمياه الشرب في ولاية القيروان، وقد اتصلنا اليوم الخميس 29 أفريل 2021، بسوسن الجعدي رئيسة المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية فرع القيروان التي أشارت إلى أن 52% من متساكني معتمديات ولاية القيروان يعتمدون على الجمعيات المائية كمصدر للمياه في حين 60 ألف مواطن من متساكني ولاية القيروان أي ما نسبته 11% ليس لهم أي مورد مائي ولا يعتمدون على أي منظومة تزود بمياه الشرب في المقابل يبقى 37% من السكان فقط يتمتعون بالربط بشبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه "الصوناد". وذكرت الجعدي بأن ولاية القيروان تضم حوالي ثلثي متساكنيها، يقطنون في مناطق ريفية، وتعتبر الولاية الأولى على المستوى الوطني التي تعد فيها الجمعيات المائية المصدر الأساسي للتزود بمياه الشرب، حيث تضم لوحدها 250 جمعية، تتوزع بين 06 جمعيات مختلطة بين الشرب والري ، و94 جمعية خاصة بالري الفلاحي و 150 جمعية خاصة بمياه الشرب. وتسجل الإشكاليات على مستوى التسيير وفي التصرف وقد باءت التجربة بالفشل، حسب قولها، بسبب مشاكل هيكلية ومالية وتسييرية واخرى تقنية لهاته الجمعيات، مما أدى إلى نتيجة واحدة وهي قطع الماء عن المتساكنين لعدم قدرة المجامع عن تسديد المتخلدات المالية لمندوبية الفلاحة وشركة الكهرباء . واستغربت الجعدي مقترح مجلة المياه الجديدة الذي سيقع عرضه على مجلس النواب قريبا بإبقاء الجمعيات المائية ومكافأتها بتوسعة مهامها بإضافة وظيفة الصرف الصحي؟؟؟ وقدمت مثالا لتجربة متساكني عمادة الخزازية من معتمدية القيروان الجنوبية الذين احتجوا في الآونة الأخيرة رفضا للجمعيات المائية ومطالبتهم بحقهم في الصوناد. وفي إطار العدالة بين المواطنين في الريف وفي المدينة، نادت سوسن الجعدي بضرورة خلق مؤسسة عمومية في الوسط الريفي تهتم خاصة بمياه الشرب . كما حذرت الجعدي من الإحتقان المتصاعد ضد الجمعيات المائية و المنظومة المائية الفاشلة خاصة و أن تونس تعيش في حالة الفقر المائي التي يمكن أن تتعمق في السنوات القادمة مع التغييرات المناخية.