تخسر خزينة الدولة سنويا ارباحا بنحو 100 مليون دينار كان يمكن تحصيلها من القطاع الغابي في تونس"، ذلك ما اكده المدير العام للغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري يوسف السعداني ل"وات". وعزا السعداني التفريط في هذه الارباح إلى "التدهور المستمر للغابات والتعدي على الثروات الغابية والرعوية بسبب الحرائق وقطع الأشجار والإستغلال العشوائي للمنظومات البيئية مع الإنتهاكات المتواصلة للمزارع من قبل الحيوانات". وبين المسؤول أن دراسة أنجزتها وزارة الفلاحة سنة 2012 حول القطاع الغابي أظهرت أن المداخيل المباشرة وغير المباشرة للغابات يمكن أن تصل الى 936 م د، في الوقت الذي لا تتعدى فيه هذه المداخيل حاليا 15 م د. وأشارت نفس الدراسة أن 95 بالمائة من الثروات الغابية الرعوية في تونس ترجع بالنظر الى الدولة، التي "تبقى في حاجةإلى اليات جديدة تمكنها من استغلال أمثل ومحكم لهذه الثروات". وتتمثل هذه الاليات، وفق السعداني، في خلق منظومات جديدة للتصرف تعود بالفائدة على سكان الغابات سواء من خلال تكوين شركات صغرى أو أطر تنظم علاقتهم بكبار المستغلين والتجار، الذين يستأثرون لوحدهم بريع هذه الثروات. وضرب المتحدث مثالا على استغلال التجار لعائدات الثروات الطبيعية للغابات، النباتات الطبية والعطرية ومنظومة الاستثمار في "الفقاع". وترتكز الرؤية الجديدة لوزارة الفلاحة على تبادل المنافع بتشريك سكان هذه المناطق في التصرف المستديم في الثرواتالغابية والرعوية من خلال بعث هياكل مهنية محلية (في إطار انفتاح الإدارة على المحيط السياحي والصناعي) لمشاركة الدولة في التصرف في هذه الثروات علاوة على تشريك المجتمع المدني. ويرى السعداني أن الحل يتمثل خاصة في "العمل، ضمن هذا التمشي، على تقوية المداخيل الإقتصادية المباشرة وغيرالمباشرة والتقليل من التدهور الحاصل على المستويين المتوسط والبعيد". وبين المتحدث، من جهة أخرى، أن الغطاء الغابي لا يتجاوز في تونس حدود 3ر8 بالمائة (من المساحة الجملية للبلاد)، معتبرا هذه الوضعية "غير مرضية مقارنة ببلدان ضفتي البحر الأبيض المتوسط والتي تتراوح نسبة الغطاء النباتي فيها بين 15 و20 بالمائة". ويرى المدير العام للغابات أن عمليات التشجير تتم حاليا في المناطق التابعة للدولة "وهو أمر غير كاف" مما دعا سلطةالإشراف إلى اعتماد منهج تشاركي جديد بعد إطلاق "ميثاق من أجل تونس خضراء" بالتعاون مع عدد من الجمعيات. وتضمن هذا الميثاق توقيع مجموعة من الاتفاقيات على غرار اتفاقية الشراكة مع جمعية "المدنية" لغراسة مليون شجرة ومعاللجنة الأولمبية لغراسة مليون شجرة بالفضاءات الرياضية علاوة على اتفاقية مع وزارة التربية لتحسين نوعية الحياة بالفضاءات المدرسية عبر غراسة 500 ألف شجرة.(وات)