اشتكى عدد من المصطافين الجزائريين المنحدرين من ولايات الجنوب، الذين دخلوا تونس من خلال البوابة الحدودية الطالب العربي، مما وصفوه بحالة الفوضى واللاأمن وتفشي السرقات التي تستهدف الجزائريين، في العديد من المدن التونسية خاصة سوسةوتونس العاصمة، هذا فيما عرف المعبر الحدودي المذكور حركة دخول كثيفة من طرف مواطني ولايات الشمال، إثر الأحداث التي عرفتها باقي المعابر الحدودية. عادت الكثير من العائلات الجزائرية أدراجها، وعلى غير العادة حتى قبل أن تكمل المدة التي كانت تخطط لقضائها في المدن التونسية، حيث تعرف حركة الرجوع إلى أرض الوطن كثافة على غير المعتاد، عبر المعبر الحدودي بالطالب العربي بولاية الوادي، والذي يستعمله سكان ولايات الجنوب القاصدون للتراب التونسي، هذا بالإضافة إلى لجوء العديد من سكان الولايات الشمالية إلى معبر الطالب العربي بعد الاضطرابات التي عرفتها المعابر الحدودية الأخرى في ولايات تبسة سوق أهراس والطارف، حيث سجلت سيارات تحمل لوحات ترقيم ولايات مختلفة من الوطن، حسبما عاينته "الشروق"، هذه الوضعية لم يألفها القائمون على تسيير شؤون المعبر الحدودي، من شرطة وجمارك، ما حتم على السلطات مضاعفة عدد وحجم التأطير لتسهيل حركة الدخول والخروج. ولم تسجل في المعبر الحدودي المذكور أي حركة احتجاجية من طرف الجزائريين على غرار باقي المراكز الحدودية الشرقية، للمطالبة برفع ضريبة ال30 دينارا تونسيا، المفروضة على كل سيارة جزائرية تعبر الأراضي التونسية. وفي سياق ذي صلة، عبر الكثير من السياح الجزائريين الذي كانوا يقضون عطلتهم الصيفية في عدد من المدن التونسية، وبشكل خاص سوسةوتونس العاصمة عن تذمرهم من تفشي السرقات والتهديدات التي تطال الرعايا الجزائرية وبشكل شبه يومي، وعلى مرأى ومسمع من رجال الأمن التونسيين الذين لم يحركوا ساكنا أمام هؤلاء المنحرفين، وتحدث عدد من هؤلاء عما يشبه التواطؤ بين عدد من رجال الأمن في تونس واللصوص الذين يتقاسمون معهم المسروقات، وفي هذا الخصوص أكد سائح جزائري من ولاية الوادي يدعى "م ع ك "، في تصريح ل"الشروق" أنه تعرض للسرقة من طرف مجموعة من اللصوص في شاطئ بوجعفر بمدينة سوسة عندما كان مع أفراد عائلته، حيث سلب منه وفي وضح النهار مبلغ 100 أورو و2400 د تونسي أي ما يساوي عشرين مليون سنتيم، كما استولت العصابة على 6 جوازات سفر تخص عائلته، وعندما استنجد برجال الأمن التونسيين قالوا له بالحرف الواحد "واش مجيبكم؟"، وهذا بعد أن اسمعوه وابلا من الشتائم ضد الجزائريين. وفي العاصمة التونسية قامت عصابة بمحاولة قتل جزائري ينحدر من مدينة الوادي، بعد مغرب أول أمس الأحد، في شارع الحبيب بورقيبة وعلى مقربة من دورية لرجال الأمن، حيث قام لصان بخنقه وسلبا ما بحوزته من أموال والتي وتتجاوز قيمتها 1000 دينار تونسي بالإضافة إلى مليوني سنتيم جزائري وجواز سفره ووثائقه كلها، ولم يتمكن من العودة إلى أرض الوطن إلا بعد أن وجد عائلة جزائرية أوصلته للمعبر الحدودي المذكور. (الشروق الجزائرية(