اتحاد الفلاحين: إثارة أخبار مرضالطاعون وتدخل نقابة الأئمة يهدد مورد رزق 270 ألف مربي وزارة الفلاحة تطمأن: "طاعون المجترات الصغرى" لا يشكل خطرا على صحة المستهلك.. الدفاع عن المستهلك: تراجع متوقع لشراء الأضحية بسبب تواتر المناسبات الاستهلاكية وتراجع المقدرة الشرائية بعد المتاعب التي تكبدتها العائلة التونسية في مصاريف "الخلاعة" وحفلات الزواج والأفراح العائلية، تتجه اهتماماتها حاليا إلى حدثين مهمين يتطلبان مصاريف باهضة واستعدادات خاصة. وإن كان الحدث الأول لا يمكن الاستغناء عنه، فلا مناص ولا مفر من تلبية حاجيات الأطفال من العودة المدرسية، إلا أن الحدث الثاني والمتعلق بمصاريف "علوش" عيد الأضحى يمكن الاستغناء عنه إن انتفت القدرة الشرائية وعجزت العائلة عن توفير ثمنه.. ويبدو أن بورصة "العلوش" لهذه السنة قد تشهد بعض الاضطراب والتذبذب لصالح المستهلك، وذلك لسببين الأول تزامن العيد مع العودة المدرسية مما قد يضطر نسبة من العائلات التونسية إلى الاستغناء عن اقتناء "علوش" العيد، والثاني تخوف المستهلك التونسي من رواج معطيات مقلقة عن تفشي أمراض خطيرة لدى القطيع التونسي، لكن في المقابل قد يهدد انهيار أسعار الأضاحي لو حدث بمورد رزق 270 ألف فلاح تونسي ينتظرون مناسبة العيد لبيع منتوجهم من الأغنام.. "الصباح الأسبوعي" سلطت الأضواء على كل ما يهم مستجدات "علوش العيد" من حيث التكلفة وحقيقة الأمراض التي أصابت بعض القطعان وعدد رؤوس الأغنام الصالحة للتضحية حاليا.. ساهم رواج خبر عودة مرض الطاعون الذي يصيب الحيوانات (الأغنام والماعز) في عدد من الولاياتالتونسية، وتأكيده من قبل منظمة الصحة الحيوانية -التي أفادت بتسجيل إصابة 90 رأس غنم من بين 900 مات منها حتى شهر جويلية الماضي 69 رأس غنم- في إثارة قلق المستهلك وتخوفه من إمكانية تنقل المرض إلى الإنسان.. وزاد تدخل نقابة الأئمة والتي طالبت مؤخرا دار الإفتاء بإصدار فتوى بمقاطعة الأضاحي لهذه السنة بسبب انتشار الأمراض، من مخاوف المستهلكين.. وقد أثارت دعوة الأئمة بمقاطعة الأضاحي استغراب الجهات الرسمية واستياء المهنيين، واعتبرت وزارة الفلاحة ومصالح الخدمات البيطرية تدخل الأئمة في مجال غير اختصاصهم وأنهم غير مؤهلين للحديث في هذه الأمور الطبية البيطرية.. ولمزيد التوضيح اتصلت "الصباح الأسبوعي" بكاهية مدير خدمات المصالح البيطرية التابعة لوزارة الفلاحة وفاء بن محمود التي أوضحت أن مرض "طاعون المجترات الصغرى" ظهر في تونس أول مرة سنة 2008 وهو موجود في عدد من بلدان إفريقيا، وطمأنت بأنه لا يشكل أي خطر على حياة الإنسان لأنه يصيب الحيوانات ولا وجود لإمكانية تنقله الى الإنسان.. ولاحظت ان هذا المرض استوطن في 7 أو 10 بؤر داخل الولاياتالتونسية واعتبرتها حالات عادية، وذكرت انه تم اكتشاف أربع بؤر هذه السنة (اريانة وبنزرت ومنوبة) وتم تطويقها وعزلها عن بقية النقاط عن طريق المداواة والمراقبة المستمرة مؤكدة ان نسبة الوفيات فيها ضعيفة جدا لا تتعدى ال 4 %. وتحدثت بن محمود عن أعراض المرض الفيروسي ويتمثل في إفرازات أنفية وصعوبة تنفس وإسهال شديد وارتفاع درجات الحرارة وهي عوارض تشبه نزلة البرد لدى الإنسان، وقالت ان الحيوانات التي تصاب بهذا المرض نتيجة العدوى هي التي ليست لها المناعة الكافية وهي الأغنام الصغيرة. وأوضحت أن الإدارة العامة للمصالح البيطرية بالاشتراك مع شركة اللحوم واتحاد الفلاحين ووزارة الفلاحة، قامت بإنشاء شبكة مراقبة صحية مستمرة لهذا المرض الفيروسي في عدد من النقاط داخل الولايات إضافة إلى المراقبة الصحية في أسواق الدواب والمسالخ حتى يقتني المستهلك أضحيته بكل ارتياح.. كما أشارت الى أهمية دور المربي ومسؤوليته في تطويق البؤرة والإعلام عنها عند ملاحظته لأعراض المرض لدى القطيع وإتباع تعليمات المصالح الجهوية البيطرية وتكثيف المراقبة. استنكار بدوره استغرب عمر الباهي المكلف بالإنتاج الحيواني وعضو المكتب التنفيذي باتحاد الفلاحين تدخل قطاع (نقابة الأئمة) واعتبره غير مؤهل للحديث في موضوع خارج عن نطاقه وبعيد كل البعد عن مجال عمله، مستنكرا على وسائل الإعلام تمرير الخبر وإذاعته ونشره دون الرجوع الى أهل الاختصاص، وفق تعبيره. وأكد الباهي ان هذا المرض ليس جديدا وأن الوضعية العامة لصحة الأضاحي عادية وتحت السيطرة، وقال إنه مرض حيواني لا ينتقل عن طريق العدوى الى الإنسان ولا يمثل أي خطر على صحة المستهلك، فهو يصيب فقط المجترات الصغرى . واعتبر ان اثارة هذه الأخبار يمكن ان تؤثر على 270 الف مربي أي مليون عائلة تعيش من عملية بيع قطيع الأغنام وقال "أرزاق عباد ضربت".. وفق تعبيره. علما ان اتحاد الفلاحين توقع خسائر تتراوح بين 50 و100 دينار سيتكبدها المربون على الخروف الواحد. كما أكد وفرة المنتوج هذه السنة مع وجود أكثر من مليون و100 الف رأس غنم ولا حاجة للتوريد، مرجحا ان تتراوح الأسعار هذه السنة بين 300 و500 دينار حسب الأحجام والأعمار. تدهور المقدرة الشرائية في المقابل رجح سليم سعد الله رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك امكانية تراجع الاقبال عن شراء الأضحية ليس بسبب المرض لان المرض حسب تعبيره ليس معد ولا يشكل أي خطر على صحة المستهلك، انما بسبب تواتر المناسبات الاستهلاكية والعطلة الصيفية والمناسبات العائلية التي استنزفت القدرة الشرائية للمواطن التونسي وأشار الى ان عيد الأضحى هذه السنة تزامن مع العودة المدرسية، وبسبب تدهور المقدرة الشرائية للمواطن التونسي وتدهور الدينار فالمستهلك قد يفضل شراء كتب مدرسية وتوفير مستلزمات العودة لأبنائه في احسن الظروف مقابل التخلي على شراء الأضحية .. ولاحظ انه مقارنة بالسنوات الماضية فان استهلاك التونسيين للأضاحي قدر ب 950 الف رأس مع الأشقاء الليبيين لكن هذه السنة ورغم وفرة العرض وعودة الليبيين الى بلادهم وتزامن العيد مع العودة المدرسية قد يشهد الإقبال على الأضحية تراجعا... وفي المقابل نصح رئيس منظمة الدفاع على المستهلك المواطنين شراء الأضحية من نقاط الإنتاج التي وضعتها وزارة التجارة بالاتفاق مع وزارة الفلاحة واتحاد الفلاحين بعيدا عن مسالك التوزيع والمضاربين الذين وصفهم بمصاصي الدماء... يذكر أن تقديرات عدد رؤوس الأغنام الصالحة للاستهلاك تشير إلى قرابة 1,133 مليون رأس أغلبها من صنف "البركوس" بزيادة تقدر ب8,5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وتحتل سيدي بوزيد المرتبة الأولى من حيث الإنتاج بقرابة 320 ألف رأس، تليها القيروان ب105 ألف رأس. لمياء الشريف الصباح الاسبوعي بتاريخ 22 اوت 2016