شهدت أروقة مجلس نواب الشعب اثر الجلسة العامة المخصصة للتصويت على ميزانية هيئة الحقيقة والكرامة تلاسنا وشجارا بين نواب حركة النهضة ونداء تونس وتم تأجيل الجلسة الى يوم الاربعاء بعد غياب رئيسة الهيئة سهام بن سدرين . وفي هذا السياق ، قالت يمينة الزغلامي النائبة عن حركة النهضة بمجلس النواب وعضو المكتب التنفيذي المكلفة بملف العدالة الانتقالية ومكافحة الإرهاب ان ما حصل امس سيؤثر في العلاقة بين كتلتي النهضة والنداء لانه لا وجود لاي توافق حول العدالة الانتقالية .وقالت الزغلامي انها سبق وان احتجت داخل المجلس والنهضة حول وثيقة قرطاج التي لا تنص على مسار العدالة الانتقالية مؤكدة انها تحدثت كذلك مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد حول نفس الموضوع وابلغته بان صورة تونس لا يجب ان تنحصر فقط في المواضيع التنموية والاقتصادية بل ان العالم يراقبنا في ما يتعلق بحقوق الانسان واغلب التقارير حول حقوق الانسان في تونس سلبية ولا تتناسب مع دستور 2014. ودعت يمينة الزغلامي الى التوافق حول تعزيز العدالة الانتقالية وعدم المساس بحقوق الانسان مضيفة ان النواب في نداء تونس عبروا عن بعض الانتقادات والاحتجاجات التي يحملونها ضد بن سدرين وذلك من حقهم ولكن ما حصل أمس خلال الجلسة العامة وإثرها، يؤكد ان رئيس المجلس محمد الناصر لا يعترف بالعدالة الانتقالية وقد تم فعلا تمرير رسالة الى الشعب تفيد بان هيئة الحقيقة والكرامة هي هيئة بن سدرين فقط أي انه تمت شخصنة الموضوع والاخطر من ذلك وفق تعبير محدثتنا ان هذا التمشي سيؤثر ضرورة على مسار العدالة الانتقالية في تونس لان المواطنين لم يختاروا عدالة انتقامية بل انتقالية لطّي صفحة الماضي وما حصل امس في مجلس نواب الشعب سيدفع المواطنين الى الانتقام وبدون عدالة انتقالية فان صفحة الماضي لن تطوى ومن يبحث عن مصلحة تونس لابد ان يعمل على طي هذه الصفحة بقطع النظر عن اداء الاشخاص. وأضافت ان موقفهم من ضرورة مناقشة ميزانية الهيئة لا يعني ان حركة النهضة تساند بن سدرين في تصرفاتها بل ان اغلب النواب سينتقدونها خلال الجلسة المقرر عقدها يوم الغد الاربعاء. وفي نفس السياق، شنت يمينة الزغلامي هجوما على مجلس نواب الشعب وقالت ان "المجلس موش يخدم في خدمتوا" وخير دليل على ذلك ان هناك العددي من سد الشغورات في هيئة الحقيقة والكرامة والهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي لم يقع سدّها منذ سنتين مشيرة الى وجود فساد مالي ايضا باعتبار ان بعض الاعضاء في هيئة الانتخابات يتقاضون اجورهم وهم لا يعملون. وطالبت في ختام تصريحها بضرورة تكريس الشفافية في المجلس.
