شهدت بطحاء محمد علي اليوم الإربعاء وقفة احتجاجية بعد أن توقفت حركة سير المترو والحافلات التابعة لشركة نقل تونس. وكنّا قد نشرنا مقالا سابقا تطرقنا فيه إلى ما وقع اليوم أمام مقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل. وقد أكّد لنا حبيب جرجير الناطق الرسمي باسم الاتحاد الجهوي للشغل بتونس أنّ اتحاد الشغل ليس من نظّم الاضراب او الوقفة الاحتجاجيو وإنّما من نادى إليهما هم سوّاق شركة نقل تونس كردّة فعل على زجّ زميلهم في السجن وهو في حالة مباشرة لمهامه. كما أضاف أنّه يجب فهم ردّة فعل سوّاق المترو والحافلات وتوقفهم عن العمل، خاصة أمام تعرّضهم لحوادث عنف كثيرة. ومن جهة أخرى، قال جرجير لل "الصباح نيوز"، وسط أصوات تعالت من بطحاء محمد علي منادية بعدد من الشعارات مساندة للاتحاد، أنّه إثر تنفيذ إضراب يعبّر اتحاد الشغل عن أسفه لكلّ مواطن تضرّر من ذلك وأنّ الإضراب هو تأكيد لوجود فشل في التفاوض تكون أطراف من السلطة سببا في ذلك. أمّا عن الأطراف التي حضرت اليوم في بطحاء محمد علي "الخالدة" تنديدا بممارسات اتحاد الشغل، بيّن جرجير أنّ المتظاهرين هم شباب مهمشون يعانون من البطالة والإقصاء ووقع استغلالهم في خدمة أجندا لا تؤمن بمبادئ الثورة، قائلا: "ربّما هؤلاء يضجرهم حياد الإدارة واستقلالية القضاء وحرية الإعلام ومدنية الدولة والتداول على السلطة والمساواة بين الرجل والمرأة ولأنّهم كذلك فإنّهم يعملون اليوم على إجهاض مبادرة الاتحاد ولكن الاتحاد بتاريخه وإنجازاته ومبادئه سيقوم بدحض كلّ المؤامرات". عثمان عثماني كاتب عام نقابة النقل بمستودع البكري كان موجودا صحبة زملائه النقابيين في بطحاء محمد علي حيث عبّر عن تذمّره من تصرّفات شركة نقل تونس وأسطولها الذي اعتبر أنّ 50 % منه ليست في حالة استعمال. وفي هذا السياق، أوضح لل "الصباح نيوز" أنّ 20 % من الحافلات لا تتوفّر فيهم شروط السلامة والتي تتمثّل في حافلات "مان" المزدوجة نتيجة لصفقة مشبوهة. هذا ما نفته حياة الشمتوري المكلفة بالعلاقات مع وسائل الإعلام في شركة نقل تونس في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز"، مؤكّدة أنّ شركة مثل شركة نقل تونس لا يمكن أن يكون أسطولها في وضعية رديئة مثل التي يتحدّث عنها هؤلاء النقابيين. ومن جهة أخرى، قال عثماني أنّ هذه الوقفة جاءت للتضامن مع زميلهم كما أنّها فرصة لتطبيق محاضر الاتفاق المبرمة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وشركة نقل تونس، مؤكّدا أنّه ليس الاتحاد سببا في توقّف عمل الحافلات والمترو. وفي نفس الإطار، أكّد أنّ ما يهمّ نقابة النقل هو سلامة الأعوان والركّاب ولا تهمها أيّة أجندة سياسية. ودعا عثماني المواطنين إلى تفهّم الموضوع والتضحية لتكون هذه الوقفة الاحتجاجية والتي رفض النقابيون بأن تسمى إضرابا فرصة لتجديد الأسطول وتوفير أكثر عدد ممكن من الحافلات للمواطنين لتقليص الاكتظاظ وخاصة في أوقات الذروة.