احتضن معرض الكرم اليوم ندوة صحفية لتسليط الضوء على بادرة وطنية هامة بين وزارة الفلاحة ومجموعة من الشركات التونسية المتخصصة في مستحضرات التجميل البيولوجية تهدف لتحويل تونس إلى بلد رائدعالميا في صنع موادالتجميل المستخرجة من زيت الصبار العضوي. وتمت بالمناسبة إمضاء اتفاقية شراكة بين الوزارة وخمسة من الباعثين الشبان المتخصصين في المجال. أفادت المديرة العامة للفلاحة البيولوجية بوزارة الفلاحة سامية معمّر أنّ قطاع الفلاحة البيولوجية في تونس من القطاعات الواعدة المفتوحة على التصدير، ويعتبر زيت الصبار والمستحضرات البيولوجية المستخرجة منه من القطاعات الهامة من حيث توفيرها لطاقة تشغيلية عالية، إلى جانب انفتاحها على الأسواق الأجنبية. وبينت أن تصدير هذه المنتجات في تونس يحتاج إلى دفع هام في ظل مزاحمة من أسواق هامة تنشط في المجال مثل المكسيك، مدغشقر وخاصة المغرب. وقالت المديرة العامة إن استخراج لتر زيت صبار يحتاج إلى طن من البذور المجففة «قلوب». وتعتبر القصرين من أهم المناطق المعروفة بإنتاج الهندي بما يقدّر ب80 ألف هكتار، منها 25 ألفا بجهة زلفان من ولاية القصرين. وأكدت أنّ منطقة الشمال والشمال الغربي مختصة في زراعة الحبوب والزراعات الأخرى ، والساحل في زراعة الزياتين، وبالتالي فإن منطقة الوسط الغربي وتشمل القيروان، القصرين وسيدي بوزيد تعتبر الوجهة الأساسية التي يمكن الاشتغال عليها لإنتاج مواد بيولوجية مستخرجة من الصبار باعتبارها تحتوي على مساحات هامة من التين الشوكي. مؤكدة أن المنتوج البيولوجي يستوجب تربة بيولوجية خالية من الأسمدة . كما أنّ هذه المناطق المهمّشة تحتاج إلى الترفيع في نسب التشغيل سواء بالنسبة لحاملي الشهادات العليا كمستثمرين لمشاريع خاصة ،أو كموارد رزق لليد العاملة اليدوية من مشتغلات في القطاع لجني الهندي . وفي المجال ذاته أفادت أنّ 5 شركات منتجة لمستحضرات التجميل البيولوجية المستخرجة من الصبار تشتغل حاليا بتجهيزات متطورة ومعقدة ومن المنتظر بلوغ 20 شركة في أفق 2020. ويذكر أنّ الهكتار من التين الشوكي يوفر بين 8 و24 طنا من البذور، والطن يفرز لترا من زيت الصبار، وهو ما يجعل سعره مرتفعا جدا يقدّر ب1800 دينار، ويصنّف بذلك من المنتجات البيولوجية الثمينة جدّا. من جهتها أكدت الدكتور نبيهة بوزويتة أنها أجرت دراسة علمية حول مدى نجاعة الصبار كمزاحم لزيوت نباتية كثيرة مثل الخروع، والذرة، وزيت الزيتون. وقد توصلت في بحثها العلمي إلى أنّ هذا المنتوج يقاوم شيخوخة البشرة، والتجاعيد، والخدوش، والجروح، وهو أيضا مضاد لالتهابات الجلد، ومرطب للشعر، ومفيد للأظافر . مؤكدة أنّ تثمين حبوب الهندي لا يقتصر على استخراج زيت الصبار فقط ،إنما تم استخدامه في الصابون، وزيوت التدليك، وغسول الشعر، والمراهم، ومساحيق الأقنعة الطبيعية للوجه. إلى جانب استخراج مسحوقا صالحا لنقيع أعشاب «تيزانة» . هذا القطاع الواعد سيدخل قريبا الصيدليات ، إذ ما يزال يقتصر بيعه على محلات العطورات واليع عن بعد عبر الانترنات وبالمراسلة. وأكد الحضور على ضرورة اعتناء الدولة بهذا القطاع الواعد الدافع للاقتصاد الوطني، والمشغل لليد العاملة وخاصة من المعطلين عن العمل، فضلا عن آفاقه التصديرية الواعدة تجاه الأسواق الأوروبية، والشرق الأوسط.