اسدل الستار ليلة الخميس 06 أفريل 2017 على مهرجان استخبار للموسيقات بصفاقس في دورته الرابعة والذي خلق حركية كبرى بالمدينة وتميزت سهراته الثلاثة باقبال جماهيري كبير رغم غياب الاعلام عن مثل هذه التظاهرات الكبيرة. وقد شهدت سهرة الاختتام عديد المفاجآت وإلى جانب الجوائز المادية، تلك المعنوية والتي قدمت للحضور والمتسابقين بعزف وغناء قامات فنية عالمية طوال ساعتين، واستهلت بالعازف التركي العالمي Kudsi Erguner على آلة الناي التركية و في أجواء صوفية عاشها الجمهور بكثير من التركيز، أما العرض الثاني فقد أثثه العازف المميز الفنان هشام البدراني وذلك على الآلة المخترعة حديثا "النايلوت" وقد أبدع صحبة العازفين الطالبين هادي بن حسن وأمين معتوق ونال نصيبا وافرا من الإعجاب. ثم عزف الفنان المبدع الدكتور نبيل عبد المولاه وأسر الجميع بموسيقاه العذبة ولاقى التفاعل الكبير وأثبت بأنه خليفة المبدع محمد سعادة صاحب الدورة. أما المشاركة الثالثة والأخيرة فقد كانت مفاجأة السهرة لمدى تطلع الجمهور التونسي للأنماط الغير مستهلكة ومنها الهندية، وقد رحب الجمهور بالفنانة رسيقا شديد الترحاب ، وقدمت مقطوعتين آليتين صحبة الأساتذة: شادي دمّق، حاتم لعموص، نعمان القرماي والطالب عصام البرادعي. أما المقطوعة الثالثة والتي أفرحت الجمهور وعانقت أعلى مراتب الإبداع، فقد اكتشفها الجمهور بعد مدة من التشويق بتوزيع عصري اعتمد على الإرتجال والإستخبار الغنائي الذي أبدع فيه الفنان نبيل بوذينة صحبة الفنانة العالمية رسيقا شيكار، ليكتشف الجمهور في ما بعد بأن المقطوعة ليست سوى بنت هذا الوطن "سيدي منصور يا بابا". مهرجان استخبار في دورته الجديدة كسب الرهان وكان في مستوى الانتظارات والتطلعات ونجحت الهيئة المديرة بادارة الفنان نبيل بوذينة في تقديم دورة كبيرة لم تلق للاسف حظها اعلاميا خاصة على مستوى التغطية الاذاعية والتلفزية .وما نامله هو ان تكف اذاعاتنا وتلفزاتنا عن مثل هذا التهميش لمثل هذه التظاهرات الفنية الراقية والنجاح الذي حققته الدورة الاخيرة لمهرجان استخبار للموسيقات حافزلدعم مثل هذه التظاهرات الفنية الكبيرة.