تردد مساء اول امس الثلاثاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي و اخذتها عنها بعض المواقع الاعلامية ان جانبا من السكة الحديدية في الخط الرابط بين مدينتي القصرين و المتلوي من ولاية قفصة و المخصص لنقل البضائع قد تعرض الى السرقة و ان هناك مجهولين عمدوا الى ازالة اعمدة من السكة و تخريب الخط ، و نظرا لخطورة الامر فقد سارعت وزارة النقل عبر مصالح الشركة الوطنية للسكك الحديدية للتثبت من الامر فاتضح ان ما قيل بعيد كل البعد عن الواقع و لا اساس له من الصحة ن و قامت بتوضيح على لسان مدير الاتصال بها حسان الميعادي اشارت فيه الى انه وقع ردم جزء من السكة بالرمال من طرف مجهولين دون معرفة سبب ذلك الى حين الانتهاء من البحث الذي باشرته وحدات الحرس الوطني ، و لمعرفة حقيقة ما حصل للسكة و كيفية التفطن ل « اختفاء « جزء منها ، اتصلت « الصباح « بمصادر من فرع القصرين للشركة الوطنية للسكك الحديدية و احد سواق القطارات فاتضح ان قطارا لنقل البضائع كان متوجها اول امس على الخط رقم 15 من القصرين الى قفصة و لما وصل الى النقطة الكيلومترية 147 (الموجودة بمعتمدية ماجل بالعباس ) على مسافة حوالي 40 كلم جنوب مدينة القصرين اكتشف سائقه من بعيد « اختفاء « السكة و من حسن الحظ ان القطار كان يسير بسرعة عادية تمكنه من التوقف في الحالات الطارئة و الاّ لاصطدم بالجزء المغطى بالرمال و خرج عن السكة ، فتولى ايقافه و نزل صحبة مساعده لتقصي الامر فاكتشفا ان كمية من الرمال كانت موضوعة فوق السكة و اثار مرور آلية ثقيلة فوقها فسارعا باعلام مصالح الشركة التي تولت ارسال فريق اشغال قام بازالة الرمال و هو ما اتاح للقطار مواصلة طريقه بصفة طبيعية ، و افاد نفس المصدر ان الخط المذكور لا تمر منه القطارات بصفة يومية بل في بعض الحالات لا يسلكه أي قطار لمدة اسبوعين متتاليين ، لكن هذا لا يعني انه كان على مصالح الشركة حسب سائق متقاعد ان تقوم بشكل دوري بتفقد مسارات الخطوط لازالة أي اجسام غريبة من السكة التي تمر منها القطارات لان بعض الاطفال او حتى الشبان يعمدون الى وضع الحجارة او اغصان اشجار على السكة لمشاهدتها كيف تتحطم اثناء مرور القطار عليها ، بل ان هناك من يضع قطع من الحديد بغرض تحويلها الى ما يشبه السكاكين عند مرور القطاع عليها ؟؟ من جهة اخرى علمنا ان التحريات الاولية التي قامت بها السلط الامنية للكشف عن الاطراف التي « ردمت « الجزء المذكور من السكة توصلت الى ان جرافة ثقيلة ذات سلاسل قام سائقها بوضع كمية من الرمال و الاتربة فوق السكة للمرور عليها حتى لا تتسبب سلاسلها في تدمير اعمدة السكة او اصابتها باي ضرر لكنه بعد المرور من المكان للقيام ببعض الاشغال في منطقة قريبة ثم العودة و المغادرة لم يقم بازالة الاتربة و الرمال التي وضعها و الحال انه كان قادرا على انهاء ذلك العمل في ظرف دقائق بواسطة جرافته غير انه اهمل اداء هذا العمل و انصرف في حال سبيله دون أي وعي بخطورة ما اقدم عليه عند مرور قطار من ذلك الخط .. هذا و في الحقيقة فان سرقة اعمدة السكة الحديدية ليس امرا غريبا في تونس لانه وقع بعد الثورة باشهر قليلة لما عمد مجهولون الى ازالة جزء من السكة التي تربط بين القصرين و القيروان ( مخصصة لنقل البضائع و اساسا الاسمنت ) و ذلك بين معتمديتي سبيطلة و حاجب العيون لاستعمالها في تسقيف منازلهم ، مما فرض على الشركة ايقاف ذلك الخط الى الان في انتظار انطلاق مشروع مبرمج منذ سنة 2012 لاعادة تعصيره و تهيئته (الرابط بين القصرينسوسة عبر القيروان ) حتى يصبح مخصصا ايضا لنقل المسافرين و هو مشروع تم تبنيه خلال المؤتمر الدولي للاستثمار المنعقد بتونس في نوفمبر 2016 الا انه الى الان لم ينطلق فعليا.