طرح بعض الموقعين على وثيقة قرطاج إثر اجتماع يوم أمس مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، مسألة تغيير حكومة الوحدة الوطنية أو بعض أعضائها، مُرجعين ذلك إلى عدم قدرتها على إدارة الشأن العام للبلاد في ظل ما تعيشه اليوم تونس من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية... وذهب البعض إلى ضرورة إجراء تحوير وزاري شامل أو جزئي وفق تقييم سيتم تقديمه الأسبوع القادم لرئيس الجمهورية، قبل اجراء الانتخابات البلدية في شهر ماي القادم وهو ما يعارضه البعض. وفي هذا السياق، تحدثت «الصباح نيوز» مع القيادي في حركة نداء تونس جلال غديرة الذي أكّد أنّ الأمر بالنسبة للنداء والمقترحات التي قدمها في اجتماع أمس مع رئيس الجمهورية لا يتعلق بتغيير أشخاص أو وزراء بعينهم وإنّما بتشخيص دقيق للوضع الاقتصادي والمالي والتنموي.. وايجاد التصورات والحلول لتغيير الوضع. كما أضاف غديرة أنه «إذا تبيّن ان هنالك أشخاص ومسؤولين في أيّ موقع من المواقع غير قادرين على تحسين الوضع وتحقيق الأهداف في المجال الاقتصادي والتنموي.. سيتم حينها التفكير في اقتراح الشخص المناسب للمكان المناسب». وأكّد جلال غديرة انه ‘ليس من مقترحات النداء طلب تحوير وزاري بل تحسين الوضع وتحسين نسق النمو ومعالجة الأوضاع العامة بالبلاد». ومن جهة أخرى، قال غديرة ان «الأمر اليوم يتعلق بوضع خارطة طريق حول تطوير وتحسين الوضع الاقتصادي والتنموي وإعادة الانتاج والحد من الاضرابات العشوائية من ذلك في مواقع الانتاج على غرار فسفاط قفصة...» وحول مُطالبة البعض بتغيير حكومة الوحدة الوطنية وعلى رأسها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ردّ غديرة انه «في صورة تمسك بعض الأطراف المُوقّعة على وثيقة قرطاج باجراء تحوير أو تغيير في الحكومة، فإنّ نداء تونس سيُطالب بتقديم المُبررات والأسباب الموضوعية وسيدرس إثر ذلك المقترحات والمبررات للردّ عليها حينها»، مُضيفا: «لا مبرر أو معطى للاتجاه نحو تغيير حكومي الان.. ونداء تونس مُتمسك بخارطة الطريق التي على ضوئها يستطيع أن يقيم وينظر في مختلف المقترحات» كما قال جلال غديرة انه «غير وارد اليوم تغيير رئيس الحكومة باعتبار أنه ليس موضوع الساعة، والوارد اليوم وضع خارطة الطريق تهمّ أساسا معالجة نسبة التضخم المالي ونسق النمو.... ولكن بعد ذلك وبالاتفاق على خارطة طريق في إطار المُوقعين على وثيقة قرطاج تبقى مختلف الحلول واردة حينها». واعتبر أنّ أي تغيير حكومي قبل موعد الانتخابات البلدية من شأنه أن يمس ويعطل الانتخابات البلدية ما يؤكّد ضرورة «المحافظة على الحكومة والادارة لضمان أحسن ظروف للانتخابات»، مُضيفا: «وبعد الانتخابات البلدية.. انا شخصيا أرى أنه من الأسلم المحافظة على هذه الحكومة إلى حين إجراء انتخابات 2019» وفي تقييمه لحكومة الوحدة الوطنية، قال جلال غديرة انها «تجتهد وقد تمكنت من تحقيق مؤشرات إيجابية وأخرى سلبية.. ومع الاخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي عرفتها البلاد في بداية فترة تولي حكومة الوحدة الوطنية لمهامها فأنا شخصيا أمنحها عدد 17 /20 وبالنسبة للشاهد أمنحه 18 من 20».