لم تعد جراحة التجميل في تونس حكرا على الطبقة الميسورة فقط اذ شهدت عيادات جراحة التجميل اقبالا متزايدا من سنة الى أخرى بمختلف أنواعها من تقويم وزرع وشفط الدهون وترميم الثدي أو إزالة التجاعيد. وتؤكد الارقام ان جراحة التجميل في تونس تشهد ارتفاعا بمعدل 15 بالمائة سنويا وذلك راجعٌ أساسا، حسب المختص في جراحة التجميل نزار محجوب، الى انتشار هذه الثقافة الاستشفائية، مشيرا الى ان تخصص جراحة التجميل أصبح يدرّس في جامعات الطب في تونس منذ التسعينات ويوجد بتونس اليوم أكثر من 80 طبيب مختص في جراحة التجميل اغلبهم قد التحقوا بجامعات أوروبية لاستكمال تكوينهم لأن هذا التخصص صعب ودقيق جدا ويحتاج مواكبة للتطورات العلمية والتكنولوجية. كما افاد محجوب في تصريح صحفي على هامش الدورة الثانية من المؤتمر الدولي للجراحة التجميلية «ان جراحة التجميل في تونس اصبحت مزدهر ووجهة للعديد من الاوروبيين وخاصة الفرنسيين لانخفاض كلفتها مقارنة بدول أوروبية إذ يصل الفارق إلى 50 بالمائة.» وتعتبر الجراحات التكميلية والترميمية من الأفرع المهمة في جراحة التجميل بشكل عام، لأنها تعالج التشوهات سواء كانت خلقية أو ناتجة عن حروق أو حوادث أو جراحات سابقة. ومن أهم العمليات التكميلية: طب وجراحة الحروق - الجراحات التكميلية بعد الحوادث لأي جزء من جسم الإنسان - علاج القرح المزمنة وقرح القدم السكري - جراحات الوجه والفكين والجمجمة - جراحة اليد والطرف العلوي - جراحات الشفة الأرنبية والحلق المشقوق - جراحات إعادة بناء الثدي. وتؤكد احصائيات نشرتها الجمعية الدولية للجراحة التجميلية (ISAPS) في جويلية 2017 من خلال اجراء دراسة استقصائية بخصوص العمليات التجميلية الجراحية والغير جراحية التي تم إجراؤها خلال سنة 2016، وهي الدراسة التي أظهرت ارتفاعا قدر ب8 بالمائة في عدد العمليات الجراحية مقارنة بسنة 2015. الفرق بين التجميل والترميم وفي مداخلة قدمها مصطفى آية عيسى طبيب جزائري مختص في جراحة التجميل ورئيس الجمعية الجزائرية لجراحة الترميم والتجميل»ان جراحة التجميل هي عبارة عن عالم واسع ويضم عديد الاختصاصات كجراحة الاورام السرطانية وغيرها». وحسب الطبيب الجزائري فإن تخصص الجراحات التجميلية يعتبر حديث النشأة في الدول العربية، مشيرا الى ان عمليات التجميل تنقسم نوعين: الجراحة الترميمية أو التعليمية وهي إعادة الأعضاء الخارجية لجسم الإنسان إلى وضعها الطبيعي من الناحية الوظيفية والشكلية بصورة تقريبية، مثل التشوهات الخلقية كفتحة الشفة العليا أو زيادة أو نقصان الأصابع، وإعادة أشكال بعض الأعضاء بعد عمليات جراحية استئصالية، مثل محاولة تشكيل الثدي بعد استئصاله بسبب مرض السرطان. وأضاف استشاري جراحة التجميل والترميم الجزائري»أما الجراحة التجميلية فلا تعني الجانب الشكلي فقط، وجُعل هذا التخصص لتعيد به المرأة مظهرها الاول كشد البطن بعد الولادة، اضافة الى الدور الذي يلعبه جراح التجميل خلال عمليات استئصال الاورام وذلك لتوفير الخدمة المتكاملة للمريض. فمثلاً عند إجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الأورام التي تؤدي إلى إتلاف لبعض الانسجة فهو يقوم بإصلاح وترميم تلك الأنسجة ليقي المريض من حدوث تشوهات في المستقبل. إعادة بناء الثدي من جانبه اعتبر عمر الشريف عمر طبيب مصري مختص في جراحة سرطان الثدي ان الجديد في جراحة اورام الثدي هو في استخدام جراحات التجميل اذ أصبح الحفاظ على الثدي قاعدة أساسية في علاج واستئصال الأورام، مشيرا الى انه في عديد الحالات يمكن إجراء إعادة بناء الثدي في نفس الجراحة أو في وقت لاحق. ونذكر بانه انتظمت مؤخرا في تونس وتحديدا بمدينة الحمامات الدورة الثانية من المؤتمر الدولي للجراحة التجميلية تحت اشراف الكلية الجزائرية للجراحة الترميمية والتجميلية بوهران والجمعية التونسية لجراحة التجميل، والجمعية التونسية لجراحة اليد وشركة «نوفا إيفانت «بالجزائر و»ريل تايم» بتونس. ومثل المؤتمر في دورته الثانية فرصة للقاء المختصين والمعنيين من مختلف القطاعات الطبية (أطباء، عيادات، مخابر، مصحات) بهدف تطوير العلاقات التونسية الجزائرية من حيث السياحة العلاجية. وشهد مشاركة واسعة لعدد من المختصين في هذا المجال من دول تركيا واسكتلندا وفرنسا والمغرب ومصر. جهاد الكلبوسي