- بعض الأطراف ذهبت إلى تشكيل قائمة في انتخابات بلدية باردو دون استشارتنا - أطراف في الجبهة الشعبية لا تقبل النقد الذاتي - الشباب سيمنح القوى الصاعدة في الساحة السياسية حظوظا أكبر - "نتائج عمليات سبر الآراء لا تعكس وجهات نظر المجتمع التونسي " - الحكومة "تتصيد" أرقاما لتطمين الشعب والحقيقة دون "ماكياج" مفزعة * لأول مرة منذ تكوين الجبهة الشعبية تحتدّ الخلافات لتشتد بشكل غير مسبوق فماهي «المتغيرات» التي أدت إلى هذا «التوتر والتشنج» الداخلي بين «الحلفاء» ؟ وهل توصلتم إلى حلول توافقية تعيد لها صلابتها؟ - هناك أطراف في الجبهة الشعبية لا تقبل النقد الذاتي وتريد مواصلة مسار هذا المشروع على نفس الخط ونحن لسنا مع هذا وفي الحقيقة لا نعتبر أن الخلاف حسم خاصة وأن بعض الأطراف ذهبت إلى تشكيل قائمة انتخابية في بلدية باردو دون مشاورتنا مصرة بذلك على إقصائنا وهذا وجه من أوجه التوتر التي تعيشها الجبهة في الفترة الراهنة. *هل تعتبر اختيار حمّة الهمامي مرشحا رئاسيا عن الجبهة الخيار الأنسب خاصة وأن قرار الوطنيين الديمقراطيين الموحد كان لصالح الرحوي؟ - نعم رشحنا المنجي الرحوي كمقترح للجبهة الشعبية حتى يمثلها في الانتخابات الرئاسية والأطراف الأخرى لم تر ذلك ونحن اقترحنا آلية الاستشارة داخل الجبهة الشعبية تكون موسعة وتسمح بحسم هذا الأمر غير أن بعض الأحزاب داخل الجبهة اختارت أن تحسم الأمر بطريقة ضيقة جدا لذلك نحن غير موافقين ولم نمض على هذا القرار. * في ظل هذه الخلافات هل يمكن الحديث عن تحالف للوطنيين الديمقراطيين الموحد بعيدا عن الجبهة وهل يمكن أن يجمعكم تقارب بحركة «تونس إلى الأمام»؟ - «حركة تونس إلى أمام» هو حزب تشكل على قاعدة خيارات نحن حسمنا وجهة نظرنا في مضامينها منذ وقت طويل وبالتالي لا يمكن أن يجمعنا تحالف على مستوى الخيارات السياسية في اللحظة الراهنة مع «حركة تونس إلى أمام» ولا يمكن كذلك الحديث عن «الوطنيين الديمقراطيين الموحد» بعيدا عن مشروع الجبهة الشعبية لأننا أصليون، مؤسسون ومكون أساسي لمشروع الجبهة الشعبية. * إلى أي مدى ستؤثر هذه التباينات على نتائج الجبهة في الانتخابات؟ - المسألة لا تتعلق بالحظوظ في الانتخابات، الجبهة الشعبية مشروع أعمق يمس فئات واسعة من شعب تونس ولكن السؤال هل نجحنا في إقناع كل هؤلاء بأن هذا المشروع لهم.. نعتقد أن نجاحنا في الإقناع سيكون انعكاسه المباشر واضحا على مستوى المحطات الانتخابية وإذ لم نستطع الوصول لكل هذه الفئات سيبقى المشروع منحصرا في حدود ضيقة. *سبق وعبّرت على غرار عدد من قيادات الجبهة الشعبية عن عدم رضاك على الوضع داخل الجبهة فهل يمكن اعتبار ما يحدث «حرب» زعامة خاصة وأن أصوات عديدة تنادي بضرورة تشبيب العائلة اليسارية؟ - ليس من السهل تقديم قيادات شبابية للساحة السياسية والإعلامية ويتعرف عليها الناس فالتشبيب يحتاج لعمل كبير ونحن بصدد فعل ذلك والجبهة الشعبية لها شباب ومن الجنسين في مكتبها السياسي ولجانها المركزية لأن المجتمع في نهاية المطاف يتكون من أغلبية شابة ويحتاج لقيادات من فئات عمرية تناسب تطلعاته وتتعاطى بسهولة أكبر مع مطالبه. *هل يمكن الإقرار اليوم بأن مشروع الجبهة الشعبية لم يكن في مستوى تطلعات العائلة الحداثية والديمقراطية في تونس وداعميها؟ - خروج الشعب التونسي للشارع كان للمطالبة بالعيش الكريم والكرامة والتشغيل وحين نترجم هذه المطالب في شعار بسيط ندرك أنه يطالب بدولة حقيقية لا بجمهورية «الموز» تتصارع حولها العائلات السياسية والاقتصادية بل مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، دولة مدنية لها بعد ديمقراطي واجتماعي ويتمتع مواطنوها جميعا بالرخاء لا 5 بالمائة منهم والبقية يصارعون لقمة العيش وكل هذه المطالب لم تتحقق بعد لذلك مشروع الجبهة الشعبية سيظل قائما لأنه جاء بهدف استكمال مطالب الثورة. والمسألة لا تتعلق بالحداثة فحسب وإنما بما يطلبه شعب تونس. *مليون مسجل جديد في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة رقم غير متوقع خاصة وأن أغلبه من الشباب، هل يمكن أن يحدث هذا الإقبال المفاجئ تغييرا في الخارطة السياسية من وجهة نظركم؟ - مليون ناخب رقم مهم وقادر على التأثير في نتائج الانتخابات وقلب موازين القوى خاصة حين تكون نسبة كبيرة من المسجلين الجدد من الشباب وهم من الفئات، التي كانت في صدارة «العزوف»عن التصويت، وحضور الشباب يمنح القوى الصاعدة في الساحة السياسية حظوظا أكبر. ونحن نعتقد أن كل الأطراف ساهمت في تشجيع التونسيين للتوجه إلى صندوق الانتخاب بما فيهم الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات. *وما تعليقكم على القول بان عدم ثقة التونسيين في السياسيين وراء عزوفهم عن الانتخابات؟ - هناك من يروج لفكرة «التونسيون لا يثقون في الساسة» لهدف معين وهو دفع الناس لليأس والإحباط ومغادرة ساحة الشأن العام كما هناك منطق لتعميم الفشل ولا يمكن أن نقول الجميع فاشلون فمن تسلموا الحكم أخذوا قرارات معينة تسببت في الفشل وآخرون في المعارضة على غرار الجبهة الشعبية مارسوا دورهم وكانت لهم خيارات أخرى فصوتوا ضد بعض القوانين ووقفوا في وجه تشريعات وبرامج لا يعتقدون في نجاعتها وبالتالي لا يمكن أن نعمم فلكل برامجه وتصوراته المختلفة. *وما رأيكم في دعوة بعض الأطراف إلى تأجيل الانتخابات وتكوين حكومة كفاءات؟ - الانتخابات موعد دستوري محدد وليس مبرمجا حسب مزاج طرف سياسي دون آخر ونحن مع تثبيت هذا الموعد حتى لا ندخل في متاهات وحركة «إفتاء» لا معنى لها حول أسس الدستور حتى لا يصبح المحدد، مدى استعداد طرف ما.. فليستعد الجميع والصندوق هو الفيصل ونعتقد أن المطلوب اليوم هو استغلال المدة المتبقية لأجل تنقية المناخ السياسي من كل الشوائب حتى تكون هذه المحطة الانتخابية شفافة يقبل الجميع بنتائجها وتدفع البلاد نحو مزيد تعميق المسار الديمقراطي. *وكيف تنظرون إلى عمليات سبر الآراء التي وضعتكم من جماعة «الصفر فاصل»؟ - سبر الآراء غير دقيق ولا يعتمد أسس علمية في تونس ومجال الساحة السياسة متحرك فيمكن أن يمر حزب في لمح البصر من أقلية إلى أغلبية ويحدث الفارق وهذه النتائج القادمة من عمليات سبر الآراء لا تعكس كل وجهات نظر المجتمع التونسي. *شكك عدد من المراقبين والمتابعين للشأن الوطني في المؤشرات الاقتصادية المعلن عنها من قبل الحكومة فكيف تقرأ الوضع الاقتصادي الراهن؟ - الحكومة «تتصيد» بعض الأرقام وعديد الأطراف تشكك في هذه المؤشرات لأن ما يتم الإعلان عنه من مؤشرات لا يرصد الوضع الدقيق للاقتصاد التونسي فكل تونسي وبما فيهم أعضاء الحكومة يدركون الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد على مستوى المالية العمومية، المديونية والمشاكل الكبيرة للقطاعات المنتجة فالأرقام مفزعة واليوم تونس منخرطة في مبادلات تجارية واقتصادية غير متوازنة مع الاتحاد الأوروبي رغم تعالي الأصوات من ضفتي المتوسط ضد الهيمنة ونحن نعتبر رغم تطمينات الحكومة أن الأوضاع مخيفة تقتضي جدية لا وضع «ماكياج» للحقائق والمخرج اليوم يكون بعرض هذه المعطيات والحقائق بكل شفافية والعمل على التغيير العميق للخيارات. نجلاء قموع