صبّ عامر العريض الزيت على نار مرجل الاعلام الذي يغلي منذ مدة باعلانه ان جزء هام من الرأي العام يساند خصصة الاعلام العمومي كان ذلك خلال برناج تلفزيوني حواري بثته مساء الاثنين القناة الوطنية قال فيه أنّ هناك جزء من الرأي العام يطالب بالخصخصة واضاف انها" وجهة نظر محترمة ولا يتصادم معها". وأكّد العريض "ضرورة أن يكون رأس المال عند خصخصة هذا القطاع وطنيا وليس أجنبيا مع ضمان الحقوق الاجتماعية والتشغيلية للعاملين بقطاع الإعلام العمومي". هذا الموقف أرادت أن تسبر صداه لدى الاطراف المعنية بالملف فكان الاتصال بهشام السنوسي عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال الذي قال " أنّ الإعلام العمومي في كلّ دول العالم يقود عملية الإصلاح". وأضاف السنوسي في اتصال هاتفي مع " الصباح نيوز " أنّ ما تفضّل به عامر العريض " يمكن القول بأنّه ضدّ الإصلاح في حدّ ذاته وأنّ وجهة نظر الحزب الحاكم حول الإعلام أخذت تتضّح باعتبارها تستند إلى معايير خاصة بحركة النهضة وليس إلى معايير متعارف عليها دوليا ". وقال السنوسي أنّ "منذ تسلّم الحكومة الجديدة مقاليد الحكم تمّ إيقاف عملية إصلاح الإعلام وتحوّل الملفّ إلى ملف سياسي بامتياز ومن حسن الحظّ أنّ الصحفيين رفضوا العودة ألى المربّع الأوّل ". كما قال السنوسي " أنّ الحكومة المؤقتة بدل التركيز على تكوين ورسكلة الصحفيين قامت بالاستعانة بالشارع وليس الشعب للضغط على الإعلاميين وأفكارهم ". من جهة أخرى، أبرزت سلوى الشرفي أستاذة الإعلام بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار في اتصال هاتفي لل " الصباح نيوز " أنّ فكرة خصخصة الإعلام العمومي لا توجد في أيّة دولة تحترم نفسها وحتّى في الدول المستبدّة يبقى على الإعلام العمومي على الأقلّ شكليا. وبيّنت سلوى الشرفي " أنّ الإعلام العمومي هو الوحيد القادر على توفير التوازن بين مختلف أفراد الشعب وهو ليس إعلام الأغلبية المنتخبة بل إعلام الكلّ كما أنّه الإعلام الوحيد الذي لا يسقط في مشكلة اقتصاد السوق لأنّه لا يعيش على الإشهار وإنّما يعتمد على ميزانية الدولة أي من ضرائب الشعب و بالتالي يبقي على حريّته في نقد الشركات الكبرى التي تسيء إلى المستهلك. وأكّدت الشرفي " أنّ الإعلام العمومي هو إعلام الجودة وإعلام الشعب وهو السند الأكبر للديمقراطية ". وتساءلت الشرفي " عن كيفيّة سرقة حقّ الشعب في إعلام جيّد ونزيه ومتوازن " مضيفة " هل يجوز مثلا بيع مستشفيات الدولة أو الجامعات؟ ". أمّا محمود الذوادي رئيس مركز تونس لحريّة الصحافة فقد أكّد لل " الصباح نيوز " أنّه " لم يتوقّع أن يتم طرح خصخصة الإعلام العمومي بمفهوم اقتصاد السوق بل كان ينتظر تحرير هذا الإعلام وأمله في تطهيره من الفساد ". وأبرز الذوادي صعوبة السيطرة على الإعلام الخاص عكس الإعلام العمومي. اما نجيبة الحمروني نقيبة الصحفيين التونسيين فقد أكّدت " الصباح نيوز " أنّها " تعتبر هذه الخطوة متجددة " و" تستغرب لتدخّل أناس لا علاقة لهم بالإعلام ". من جهتها، قالت الحمروني أنّ " هذا الكلام ينمّ عن جهل كبير لقطاع الإعلام " و" يدلّ على أنّ الساعيين من الحكومة وأطراف سياسية ترغب في الهيمنة على قطاع الإعلام العمومي".