واصلت لجنة التوافقات حول النقاط الخلافية بمشروع الدستور المنعقدة أمس بالمجلس الوطني التأسيسي بباردو مناقشة باب الأحكام الانتقالية. وينتظر أن يلتحق اليوم عدد من الخبراء بنواب اللجنة لتقديم ملاحظاتهم حول مجمل التوافقات. وفي جلسة أمس المغلقة التي تواصلت كامل اليوم اختلفت آراء النواب بين راغب في التنصيص في هذا الباب على إنهاء أعمال المجلس الوطني التأسيسي بعد شهر من دخول الدستور حيز النفاذ، وبين متمسكين ببقائه ليواصل مهامه التشريعية والرقابية على الحكومة، وبين من يرون ضرورة الابقاء على عمل المجلس مع الحد من المبادرات التشريعية التي يتقدّم بها النواب أي من هامش صلاحياتهم في اقتراح مشاريع قوانين طبقا للفصل 108 من النظام الداخلي. وذهب غيرهم من النواب إلى اقتراح حصر المهام التشريعية للمجلس على ما يتطلبه المسار التأسيسي، أي على التشريعات المنظّمة لعمل الهيئات الدستورية. كما اختلفت آراء نواب لجنة التوافقات حول من يراقب دستورية القوانين قبل تركيز المحكمة الدستورية. وذهب البعض إلى إسناد هذه المهمة للمحكمة الإدارية ورأى البعض الآخر إنشاء مجلس تنازع الاختصاص يتكون من قضاة عدليين وقضاة إداريين ينظرون في ملفات مراقبة دستورية القوانين. وناقشوا مسألة تحييد المساجد وتحديدا الفصل: "الدولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية، حامية للمقدّسات، ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي". تضمين التوافقات تطرّق نواب لّجنة التوافقات، لمسألة سبق طرحها خلال الاجتماعات المنعقدة خلال الأيام الماضية وهي ايجاد آلية لتضمين التوافقات في مشروع الدستور قبل عرضه على المصادقة. إذ يرغب العديد من النّواب في اعتماد هذه التوافقات، حتى لا تذهب جهودهم أدراج الرياح. وخلال الجلسة المسائية التي تواصلت إلى وقت متأخر توافق النواب على أن يواصل المجلس القيام بمهامه مع الحد من المبادرات التشريعية، كما توافقوا على أن يصادق المجلس الوطني التأسيسي على القانون الذي ينظم المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للسلطة القضائية على أن يكون تركيزهما في غضون سنة. وللتذكير فإن مشروع الدستور يتضمّن توطئة تنقسم إلى 8 أجزاء و146 فصلا و26 عنوانا أو ما يقوم مقام العنوان وبالتالي فإن العدد الجملي للمضامين الدستورية يصل إلى 180. وتتكون لجنة التوافقات التي يرأسها الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي من النواب محمد قحبيش وحسناء مرسيط وأحمد السافي وسلمى مبروك ومنجي الرحوي ومولدي الرياحي ولبنى الجريبي وسامية عبو واقبال المصدع والصحبي عتيق وفريدة العبيدي وريم محجوب وبية الجوادي وعماد الحمامي والحبيب خضر وزياد العذاري وربيع العابدي واسكندر بوعلاق وحسني البدري ومحمد الطاهر الاهي وعبد الرزاق الخلولي. جريدة "الصباح" الصادرة يوم الخميس 19 ديسمبر 2013