سيطر مسلحون على مطارين بمنطقة القرم يوم الجمعة فيما وصفته الحكومة في اوكرانيا بأنه غزو واحتلال من جانب قوات روسية ما أدى الى زيادة التوتر بين موسكو والغرب. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن الاسطول الروسي في البحر الاسود المتمركز في المنطقة نفيه انه شارك في الاستيلاء على أحد المطارين بينما وصف مؤيد المجموعة في الجانب الاخر بأنها ميليشيات من القرم. ووسط هذا الغموض بشأن هوية المسلحين أقال القائم بأعمال الرئيس اولكسندر تورتشينوف رئيس الاركان بينما حث البرلمان موسكو على وقف أي عمل من شأنه ان يشجع المشاعر الانفصالية وطلب من مجلس الامن الدولي بحث الازمة. ويتصاعد التوتر في شبه جزيرة القرم وهي المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي بها غالبية روسية وآخر معقل مقاومة للاطاحة بفيكتور يانوكوفيتش من منصب الرئيس منذ نحو اسبوع. وإتهم وزير الداخلية ارسين أفاكوف القوات البحرية الروسية بالاستيلاء على مطار عسكري قرب ميناء سيفاستوبول حيث توجد قاعدة للاسطول الروسي في البحر الاسود وقوات روسية اخرى بالاستيلاء على مطار سيمفروبول الدولي المدني. وقال أفاكوف في صفحته على فيسبوك "أعتبر ما حدث غزوا مسلحا واحتلالا في انتهاك لجميع الاتفاقات والاعراف الدولية." وقوبل هذ بنفي روسي للاشتراك في العمل المسلح في المطار. ونقلت وكالة انترفاكس عن متحدث باسم الاسطول قوله "لم تتحرك وحدات من اسطول البحر الاسود وبالتالي لم تشارك في أي حصار." وبالقرب من المطار العسكري أغلق ستة رجال يرتدون زيا مموها ويحملون أسلحة آلية الطريق باستخدام شاحنة لا تحمل لوحات معدنية. ومنع افراد ميليشيا متطوعون الصحفيين من الاقتراب منهم. وأغلقوا طريقا ثانيا يبعد نحو 150 مترا. وقال مكسيم لوفينتسكي (23 عاما) وهو أحد المتطوعين الذين يحرسون الموقع "بالطبع هم روس." واضاف "جاءوا الليلة الماضية." وظهر يانوكوفيتش أمام الصحفيين في مدينة روستوف-اون- دون اليوم الجمعة وتعهد باستمرار النضال من أجل مستقبل اوكرانيا. وقال انه اضطر الى مغادرة اوكرانيا بسبب التهديدات. ومن جهته لم يذكر الرئيس فلاديمير بوتين ان كانت موسكو ستؤوي الزعيم السابق الهارب والمطلوب لدى الحكومة الجديدة في اتهامات تتعلق بالقتل الجماعي بعد موت محتجين في كييف الاسبوع الماضي. وفي كييف قال مكتب المدعي العام يوم الجمعة ان اوكرانيا ستطلب من موسكو تسلم يانوكوفيتش اذا تأكد انه في روسيا. وقال الحكام الجدد في أوكرانيا ان القروض التي تبلغ قيمتها 37 مليار دولار اختفت من حسابات الدولة اثناء السنوات الثلاث التي أمضاها يانوكوفيتش في السلطة. وقالت هيئة سوق المال السويسرية "فينما" ان الحكومة السويسرية أمرت بتجميد أرصدة 20 أوكرانيا بينهم يانوكوفيتش وابنه اولكساندر. وداهمت الشرطة مكاتب شركة ليانوكوفيتش في جنيف بينما فتح مثل للادعاء في المدينة تحقيقا في غسل أموال للرئيس الاوكراني المعزول وابنه. وقالت وزارة الخارجية ان النمسا جمدت حسابات 18 أوكرانيا في بنك محلي للاشتباه في ارتكابهم انتهاكات لحقوق الانسان أو فساد دون ان تذكر اسماء. وطلبت الولاياتالمتحدة من روسيا ان تظهر في الايام القليلة القادمة انها مخلصة بشأن وعدها عدم التدخل في أوكرانيا قائلة ان استخدام القوة سيكون خطأ جسيما. وقال الكرملين ان بوتين أمر حكومته بمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية والتشاور مع الشركاء الاجانب بما فيهم صندوق النقد الدولي بشأن المساعدات المالية. وقال الكرملين أيضا ان بوتين أمر الحكومة ببحث طلب من منطقة القرم بشأن مساعدات انسانية لكنه لم يشر مباشرة الى الاحداث الاخيرة. وكان يانوكوفيتش قد أثار احتجاجات في نوفمبر تشرين الثاني بالتراجع عن صفقات مع الاتحاد الاوروبي وقال بدلا من ذلك ان كييف ستسعى لعلاقات اقتصادية وتجارية أوثق مع روسيا. وفي ديسمبر وعد بوتين الرئيس المعزول بصفقة انقاذ قيمتها 15 مليار دولار لكن روسيا جمدتها بعد ان قدمت دفعة أولى قائلة انها تريد مزيدا من الوضوح بشأن الحكومة الجديدة وسياساتها. وقال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إن بلاده تأمل في ان تبدأ قريبا في تلقي مساعدات مالية دولية مضيفا ان بلاده مصممة على تلبية شروط لازمة لتأمين الحصول على دعم من صندوق النقد الدولي. وكان اتفاق سابق قد انهار بعد ان فشلت كييف في تنفيذ مطالب صندق النقد الدولي بخفض دعم الغاز وهو ما ان سيضر بالأوكرانيين من خلال زيادة اسعار الطاقة زيادة كبيرة. وقال الحكام الجدد في كييف ان أي تحرك للقوات الروسية وراء قاعدة اسطول البحر الاسود في سيفاستوبول سيمثل عدوانا. لكنهم يواجهون تحديا في منطقة شبه جزيرة القرم التي كانت أراضي روسية اعطيت لأوكرانيا في عام 1954 اثناء الحقبة السوفياتية. وتأججت مشاعر الانفصال كثيرا في أوقات التوتر بين موسكو وكييف. واستولى مسلحون مجهولون على برلمان القرم ورفعوا العلم الروسي امس الخميس. ولم يصدر عن المسلحين أي مطالب وتقوم الشرطة بحراسة المبنى. واستولى مسلحون على مطار سيمفروبول مساء الخميس ويتولون حراسة اراضيه صباح يوم الجمعة. وقال شاهد من رويترز في مكان الحادث ان الرجال الذين يرتدون زي القتال ويحملون اسلحة الية يتحركون بحرية ويدخلون ويخرجون من برج المراقبة. وتمكن برلمان القرم من عقد جلسة داخل المبنى امس الخميس رغم الحصار حيث قام بالتصويت على اجراء استفتاء بشأن "السيادة" على القرم. ومازال العلم الروسي يرفرف أعلى مبني البرلمان وكانت المصابيح مضاءة في نوافذ الطابق العلوي. ولم يتضح ان كان الرجال المسلحون مازالوا داخل المبنى. وأعلنت روسيا مرارا انها ستدافع عن مصالح مواطنيها في أوكرانيا وأمرت باجراء مناورات حربية يوم الاربعاء بالقرب من الحدود شارك فيها 150 ألف جندي وضعوا على اهبة الاستعداد. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان نظيره الروسي أبلغه بأن المناورات كانت مقررة من قبل. من ناحية اخرى دعت مفوضية الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إلى إيجاد حل سياسي للتوتر في القرم وحثت جميع الاطراف لى اظهار ضبط النفس. الصباح نيوز (وكالات)