* اعادة جثمان الشاب وليد منصري " الحارق " من تالة الى الدوحة * فيزا وعقود " افتراضية " بالملايين ..والبنات نزلن"الميدان"لسد الرمق
الدوحة "الصباح نيوز" من مبعوثنا كمال بن يونس وليد منصري شاب تونسي في العقد الثالث من عمره ..غادر موطنه الريفي بين " تالة " و" حيدرة " من ولاية القصرين في اتجاه العاصمة ثم مطار الدوحة حالما بثروة يعود بها الى اسرته واترابه بعد ان نجح في " شراء عقد عمل " لدى وسيط قدم نفسه بصفته " مندوب شركة قطرية "..بمبلغ ناهز ال 4الاف دينارتونس .. تعاقبت الاسابيع والشاب وليد ممزق بين مضايقة احد ابناء عمه المقيم في قطر منذ سنوات والتسكع بين المقاهي" التي لا تنام " في الدوحة ..او بين الارصفة المجاورة للجوامع ..حيث قد يجود عليه احد " اهل الخير" ببعض " الريالات " ليشتري ما يسد به رمقه ..
قبل أيام كان وليد يتسكع بين شوارع الدوحة الحارة جدا لما داهمته سيارة في " حي السفارات " ..فاردته قتيلا .. تحركت هيئة مجلس الجالية التونسية بالمهجر وطاقم السفارة بالدوحة ..واعيد جثمان الفقيد الى تونس صباح يوم الاربعاء ليدفن في موطنه ..وتدفن معه احلامه واوهام الشباب الذي اصبح "يحرق" الى دول الخليج الشقيقة ..بعد ان سدت امامهم ابواب اوربا .. "كفيل" وفيزا.. مسعود جبارة المهندس الاول في شركة النفط القطرية ورئيس مجلس الجالية التونسية في قطر وهي هيئة وقع انتخابها مباشرة بعد الثورة اوضح لل"الصباح نيوز" أن " حالة الشاب وليد منصر ليست الاولى من نوعها بين الشباب والفتيات الذين يعانون الامرين بسبب وقوعهم في فخ " المتحيلين" و" السماسرة " الذين كثيرا ما يحملون يافطات " الوسيط المعتمد " و" الوكيل القانوني "..الخ ولئن كانت نهاية الشاب وليد ماساوية جراء حادث المرور القاتل فان مئات من اترابه من الجنسين لا يزالون يدفعون غاليا ثمن خوضهم مغامرة " الحرقان المتستر " الى بلدان الخليح .. والذي تبدا معاناتهم فيه منذ وصولهم المطار حيث لا يجدون من ينتظرهم "بخلاف ما هو معمول بالنسبة للعمال والموظفين والمهندسين ورجال الاعمال التي تكون عقودهم حقيقية ".. السفارة تتابع الملف .. سفير تونس في الدوحة محمد المنذر الظريف أورد لل "الصباح نيوز" أن " طاقم السفارة التونسية يتابع مع من انتخبتهم الجالية وخاصة مجلس الجالية وممثلي رجال الاعمال معضلة " تسلل مزيد من الفتيات والفتيان الى قطر وبعض دول الخليج بطرق غير قانونية ..او بعد حصولهم على تأشيرات وعقود شغل شبه وهمية يقف وراؤها متحيلون .." السفير قدم خلال اجتماع عقده مجلس الجالية بحضور وزير الخارجية د. رفيق عبد السلام وعشرات من ممثلي ال10 الاف تونسي مقيم في قطر حضرته "الصباح نيوز" عرضا عن " استفحال مشاكل المهاجرين الجدد الذين ليس لديهم عقود عمل واضحة وموثوقة .." الأمر الذي يجعلهم عرضة للتسكع والاستغلال ..ولمخاطر عديدة ..من بينها الترحيل وفقدان المبالغ التي " اشترى بها الفيزا وعقد العمل الوهمي " .. تجارة "الرقيق الأبيض"؟ في مقاهي " سوق واقف " وفي عدد من زوايا "المدينة العتيقة تنتشر كل مساء وحتى ساعة متاخرة من الليل عشرات من الفتيات التونسيات والمغاربيات والمصريات و" الشاميات " مع صديقاتهن " الاسيويات " في انتظار زبائن " اخر الليل "..ومفاوضات بيع الجسد ..لمدة ساعة او اكثر.. سلمي وصبرين وفاتن قدمن من الشمال الغربي ..رفيقتهن سوسن قدمت من الوسط وصابرين من جهة الجريد.. " كلنا طماعات ..قيل لنا ان التاشيرة وعقد العمل يعني " وظيفة محترمة في محلات تجارية وادارية وسياحية " فكانت الحصيلة ان وقعنا في الشباك ..وتم تكديسنا في "شقق مفروشة" واعلامنا اننا مطالبات بتسديد الايجار ونفقات الاكل ..فاضطررنا للنزول " الى الميدان "..اي الى " الشغل ليلا " مع من يضمن لنا حدا ادنى من المال ..ولكل زبون سعره ..والعروض تختلف حسب ايام الاسبوع وجنسية الحريف".. الاعلامي التونسي م .د المقيم في الدوحة والذي سبق له ان عمل في الامارات والكويت والبحرين لفت نظرنا الى كون " هذه الظاهرة منتشرة في عدة دول عربية وخليجية ..وان بعض المهاجرات و" الحارقين " ياتون برا عبر الاردن والسعودية واخرين عبر الجو ..وعندما لا يجدن شغلا لائقا او راتبا محترما يتورطن في ساعات الفراغ في تجارة الجسد".. مستشار اجتماعي وقانوني في السفارة انتشار ظاهرة التغرير بشباب تونس وفتياتها لدفعهم نحو " الحرقان " في اتجاه دول الخليج دفعت السيدة امال الممرضة المنتدبة منذ سنوات في الدوحة و السيد مختار ب الموظف في جامعة قطر لمطالبة وزير الخارجية رفيق عبد السلام وسفير تونس محمد المنذر الظريف بالسعي لتوسيع طاقم السفارة في الدوحة ودول الخليج عموما ..وإحداث خطة " مستشار اجتماعي وقانوني " يكلف بالمتابعة القانونية والاجتماعية والنفسية للملفات المتراكمة وسط المهاجرين .. ومن بين ما يزيد من أهمية إحداث هذه الخطة حسب السيد مسعود جبارة رئيس مجلس الجالية التونسية بقطر أن " كثيرا من الشباب والفتيات من بين المهاجرين الجدد وخاصة من بين العاطلين عن العمل يتورطون في قضايا عنف وجرائم مالية مختلفة بسبب عجزهم عن تسديد ديونهم لدى بعض الفنادق والمطاعم ..و معاليم تأجير سيارات استلموها مقابل إيداع جواز سفرهم .." ملفات مفتوحة بالجملة .. رسائلها كثيرة..أهمها أن المعضلة القديمة الجديدة عند صناع القرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي هي الفشل في معالجة مشاكل الشباب والمراهقين ..وفي فتح الافاق امامهم في مواطنهم ..