تسببت الاضطرابات الجوية التي شهدتها عدة ولايات في الجزائر، طيلة اليومين الأخيرين، في وفاة شخصين بسطيف والنعامة، الأول بعد أن انهار عليه جدار، والثاني جرفته السيول، فيما تدخلت قوات الجيش الوطني الشعبي لفتح المسالك بمدينة بشار بعد أن غمرتها السيول إثر فيضان الوادي. وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية أن سكان مدينة بشار عاشوا، مساء أول أمس، ليلة سوداء بعد أن فوجؤوا بأمطار غزيرة وأخرى مصحوبة بحبات برد، ما تسبب في إغراق الشوارع والأزقة التي تحولت إلى وديان وأوحال، وترافق ذلك مع قطع شرايين التواصل بين الأحياء والبلديات، فضلا عن الحصار الذي فرضته السيول على بعض البلديات والثكنات العسكرية. وتدخلت وحدات الجيش الجزائري لتقديم الدعم في عدة مناطق محاصرة، وفي مقدمتها منطقة بشار الجديد، وهو ما يعني أن درجة من الخطر بلغتها الولاية جراء هذه الفيضانات التي امتزجت فيها مشاعر الغضب والتذمر واليأس لدى المواطنين الذين تساءلوا عن سبب التأخر في معالجة ما يوصف هندسيا ب"النقاط السوداء" بين البلديات ووسطها. اضطرت الصحيفة «الخبر» للاستعانة بسيارة رباعية الدفع للوصول إلى بلدية عرق فراج المحاصرة، التي عاشت رفقة بلديات لحمر، موغل، القنادسة، المريجة، اقلي، تاغيت نفس المصير الكارثي من العزلة التي بلغت درجة التواصل مع العالم الخارجي والذي بلغت الانقطاعات فيه مؤسسات حساسة، وهو ما فسر على مؤشر خطير من درجة الهشاشة التي تعيشها ولاية بشار على صعيد التعاطي مع ملف الفيضانات الذي لم تستفد الولاية من أخطاء فيضانات 2008. وبلغت درجة الغضب حدها في عدة أحياء عاش سكانها ليلة كاملة من العذاب بعد أن غمرت المياه منازلهم، ومنهم من فوجئ بتدفق سيول من المياه القذرة جراء انفجار البالوعات، كما حدث ببشار الجديد، جرف الباردة بالعبادلة، وحي قندهار الذي خرج سكانه إلى الشارع للتعبير عن غضبهم، حيث قاموا بحرق العجلات المطاطية.