لقد كتب المنصف المرزوقي اول رئيس للبلاد التونسية بعد ثورتها التاريخية الى التونسيين مقالا يحثهم فيه على الدفاع عن لغتهم العربية وطلب من مجلس نواب الشعب المصادقة على قانون اقترحه لمعاقبة كل من يعبثون ويشوهون هذه اللغة العربية في مختلف المجالات العملية... كل هذا عندي وعند غيري من التونسيين المؤيد ين له والموافقين امر جميل معقول ومقبول ومتين وثمين ولكنه لا يمنع القائلين ان يقولوا متسائلين ومعتبين لماذا لم يعمل ولم يسع المرزوقي الى تفعيل موقفه من اللغة العربية بقرارات حازمة جريئة عملية لما كان يوما ما رئيسا للجمهورية؟ اننا نشهد للتاريخ ان التعليم المفرنس وان الثقافة المفرنسة في هذه البلاد التونسية منذ الحقبة الاستعمارية ما زالا قائمي الذات ولم نعلم ولم نسمع ان المنصف المرزوقي قد فعل شيئا رسميا لتثبيت اركان عقيدته اللغوية العربية رغم انه رئاسته للجهورية التونسية كانت مؤيدة بحركة النهضة التي لا شك انها توافقه في هذا التوجه العروبي باعتبار ان اللغة العربية لغة القران الذي من المنطقي ان حركة النهضة تعتبره اقدس كتاب في هذا الكون وفي هذا الزمان رغم انها لا تدعي انها تعمل او ستعمل على تنفيذ احكامه الشرعية ما دامت في طرفا في حكم هذه البلاد...اننا نقول والحق يقال ان المنصف المرزوقي ولاساب مجهولة قد فوت على نفسه فرصة ترسيخ وتثبيت وشد ازرهذه اللغة العربية لما كان بيده زمام حكم هذا البلاد التونسية اذ كان عليه لو كان حازما حقا وفعلا في تنفيذ ما يعتقد ان يحث وان يامر وان يلح على وزارة التربية والتعليم ان تبحث وان تنفذ قرارات عملية في سبيل صيانة وحفظ لغتنا العربية في مدارسنا وفي معاهدنا التعليمية والتربوية ولكن ومع الأسف الشديد ان شيئا لم يحدث من هذا القبيل وبقيت بارمج التعليم في عصره وفي عهده على حالها المفرنس ولم يلحقها اي يتغيير واي تبديل واننا لنشهد للتاريخ وفي هذا المجال ان الرجل التونسي والسياسي الوحيد الذي سعى عمليا لحفظ وتثبيت كيان اللغة العربية في هذه البلاد هو المرحوم محمد مزالي الذي مشى في هذا الطريق بشهادة الجميع بكل ثبات وبكل ثقة وبكل حزم وبكل اصرار وبكل جدية ويكفي ان نذكر وان نشهد له لله في سبيل الله والشهادة كما يقولون من الدين في هذا الاطار نجاحه في تعريب مادة الفلسفة في المرحة الثانوية وقد كانت قبله تدرس باللغة الفرنسية كما نعترف بفضله في الشروع عمليا في تعريب عدة مواد علمية...هذا ما يشهد به التاريخ التونسي يا سي المنصف المرزوقي يا من لا نشك ابدا في انك صديق بل حبيب اللغة العربية ولكن مع الأسف لم نر انك قد خدمتها ونفعتها نفعا ونصرتها وايدتها وازرتها عمليا لما كنت رئسا للجمهورية التونسية وكم يصدق فيك قول صالح الخميسي رحمه الله في من يحبون شيئا و يكتفون بالاخبار عن حبهم بصفة ناطقة علنية ولكن لا يسعون الى خدمته متى سنحت لهم الفرصة كليا او جزئيا وما اقل الفرص التاريخية السانحة المانحة بصفة واضحة جلية عملية نضالية (والي يقول نحب يحب ويني المحبة وين هي)؟؟؟