ملفات عديدة طرحت في الفترة الاخيرة على اثر المطالبة بالاصلاح وبالتسوية وبالتقصي في في حقائق الرشوة والفساد والتجاوزات ..ومن بين هذه الملفات المطروحة هو ذلك المتعلق بعمال وعاملات المناولة أي المنظفات واعوان الحراسة وغيرهم ممن يشتغلون في مؤسسات خاصة او عمومية عبر وسيط ثالث يحصل على اكثر من ثلثي رواتبهم فقط لانه توسط لهم في ايجاد شغل ...ويبدو أن النية تتجه نحو التخلي عن شركات المناولة، خصوصا وأن المسالة تعد «مزمنة» ولم تحل خلال العهد السابق على الرغم من المحاولات المتكررة لجامعة المهن والخدمات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل ورغم الشكاوي العديدة الا ان الحل ظل مغيبا والحال بقيت على ماهي عليه ..فالمنظفات يعانين الامرين من العمل المضني والشاق الذي لا يكفي مقابله لتحقيق العيش الكريم، وأعوان النظافة يتذمرون من طول ساعات العمل ومن عدم قدرتهم على التمتع بالراحة ولو ليوم في الأسبوع كما ان المقابل المادي ظل متدهورا إلى أبعد حد.. ولان الوقت حان ليحصل كل ذي حق على حقه، اتصلنا بالسيد منجي عبد الرحيم كاتب عام جامعة المهن والخدمات بالاتحاد العام التونسي للشغل وسألناه عن الخطوات التي تم اتخاذها لرفع الظلم عن عمال التنظيف وأعوان الحراسة وعن مستقبل هذه المهن في ظل التحرر من القيود التي كانت تكبل الشعب وخاصة الفئة البسيطة منه.. لا حقوق لهم ولا قانون يحميهم وقد افادنا السيد منجي الذي يعتبر ان هؤلاء هم الاكثر معاناة على الاطلاق باعتباره تعرضوا الى السمسرة أو هي أشبه بما أسماها «العبودية» من قبل اصحاب شركات المناولة الذين كان عدد كبير منهم تابعين للعائلات المتنفذة خلال العهد البائد وكانوا اذنابا لهم من ذلك انهم حصلوا على رخصهم لبعث شركات مناولة عبر الوساطة واستغلوها لاستعباد الناس البسطاء وأكل اموالهم بالباطل ..واضاف انه ونظرا الى تواجد قرابة 80 بالمائة من اعوان الحراسة والتنظيف التابعين لشركات مناولة في مؤسسات عمومية (ستاغ، بنوك، خطوط جوية وغيرها) ونظرا الى انهم لا يتمتعون بحقوقهم ولا يحميهم أي قانون، فإن الجامعة تطالب بادماج هؤلاء العمال ضمن تلك المؤسسات، وقد تم فتح تفاوض جدي مع الوزارة الاولى لايجاد حل جذري لاولائك العمال البسطاء من ذلك ان مجمع «عجيل» استجاب لمطلب الجامعة وقام بادماج كل العاملين فيه مباشرة ليصبحوا تابعين للمجمع وليس لاية شركة مناولة ..واكد السيد عبد الرحيم على انهم سيواصلون نضالهم باستماتة لتحقيق العدل للعمال الضطهدين وسيقومون باجتماعات عديدة في المؤسسات التي يعمل صلبها هؤلاء على غرار اجتماعهم مؤخرا في المجمع الكيميائي وفي الشركة التونسية للخطوط الجوية وستاتي الاجتماعات تباعا في كل المؤسسات التي تشغل منظفات أو اعوان حراسة عبر شركات مناولة. حراك سياسي متبوع بحراك اجتماعي وشدد كاتب عام جامعة المهن والخدمات على أن الحراك السياسي يجب ان يكون بالضرورة متبوعا بحراك اجتماعي وإلا لن تكون له اية فائدة ولانه من الضروري أن يجد الكل حقه الضائع والمضطهد وأن يتمتع بنسمات الحرية وان يشعر بحق أنه تنفس الصعداء ..وطالبت الجامعة بضرورة إلغاء الوسيط الثالث بين الشركة والعامل أي الغاء المناولة في كل القطاعات لانها تعتبر غير شرعية خاصة وأنه اتضح وجود تلاعبات كبيرة ضمن أغلب تلك الشركات على مستوى التزوير في الامضاءات وفي الجرايات وفي التغطية الاجتماعية وغيرها، وقد أوضح منجي عبد الرحيم ان ملفات الفساد تلك لا بد ان تفتح وأن تدرس ولا بد أن يعاقب أصحابها على ما اقترفت ايديهم.