بفضل الدوريات المشتركة للجيش الوطني والحرس الوطني والشرطة استعاد عديد المواطنين المتضررين شاحناتهم وسياراتهم التي سلبت منهم تحت طائلة التهديد والعنف الشديد. وكان بعض اصحاب السوابق العدلية والفارين من السجن اثناء الأحداث الأخيرة قد نسقوا مع بعضهم البعض وكونوا عصابات وبعدما تسلحوا بآلات حادة خرجوا الى الطرقات لاعتراض سبيل أصحاب السيارات وهو ما بعث رعبا كبيرا في صفوف العامة. وعندما تتالت عمليات السلب والسرقات التي لم يسلم منها سكان الريف والمدينة انطلقت الحملات الأمنية بجهة القيروان وتكثفت بمختلف الطرق والمسالك مما افضى الى ايقاف العشرات من أفراد هذه العصابات التي استغلت هذا الظرف لتظفر ببعض الغنائم مستعملة الأسلحة البيضاء الا أن نشاطهم هذا لم يعمّر طويلا خاصة أن الدوريات المشتركة لرجال الحرس الوطني والشرطة والجيش الوطني لم تمهلهم سوى بعض الوقت اذ تم ايقاف هؤلاء المعتدين على ممتلكات المواطنين فرادى او جماعات وحجز أسلحتهم البيضاء والسيارات التي استولوا عليها واعادتها فورا الى أصحابها. هذه الحملات الأمنية المكثفة ولدت ارتياحا كبيرا في صفوف أهالي جهة القيروان بعد موجة من الهلع عاشوها طيلة بضعة أيام... في قربة مأساة طفل جنت عليه ولاّعة فمات في خزانة ملابس جدّته! بالرغم من التدخلات التي قام بها بعض الأجوار لمحاصرة الحريق الذي اندلع في منزل محاذلهم فإن ألسنة اللهب أدت الى مأساة... نعم لقد مات الطفل احتراقا بالنار في غياب اهل الدار فكيف حصل ذلك؟ وحسب مصادرنا فإن الضحية وهو طفل عمره حوالي خمس سنوات تحول الى منزل جدته التي تحبّه كثيرا وتعطف عليه بلا هوادة وفي صبيحة يوم الحادثة تركته جدّته كالعادة بمفرده وخرجت للتسوق ولكن عند عودتها من السوق وجدته جثة هامدة... ويبدو، حسب مصادرنا أن الطفل وعندما وجد نفسه بمفرده، ودون رقيب تناول الولاعة من المطبخ وأشعلها فتشبثت النار بستائر المنزل وعجز عن اطفائها بل ذعر عندما عمت ألسنة اللهب أرجاء المحل... وبكل براءة ولج المسكين الى خزانة الملابس ظنا منه انها ستقيه من الحريق ورغم أنه أحكم غلق باب الخزانة من الداخل فإن النيران ادركته وأحترق الطفل القاصر هناك. ولئن هبّ الأجوار اثر رؤيتهم لألسنة النار والدخان الكثيف المتصاعد من منزل جارتهم للقيام بالواجب فإنه تبين لهم أن المحل احترق بكامله وكان الطفل بداخله... هذا وقد تم اشعار رجال الأمن بالموضوع واحيلت الجثة على المستشفى. ربيع عثروا عليه بعد 24 ساعة اختطفوه ولثموه ثم شدوا وثاق يديه و ألقوا به في ضيعة فلاحية بعد حوالي أربعة وعشرين ساعة عاد الشاب المفقود في ظروف غامضة الى أهله سالما. هذا الشاب يبلغ من العمر حوالي عشرين سنة وقد غاب عن أنظار أفراد أسرته ومعارفه فجأة حيث قضوا عدة ساعات في البحث عنه هنا وهناك وهم يرتجفون من الخوف على مصيره... وبعد مرور ساعات طويلة ظهر الشاب المفقود والمدعو ربيع، نعم ظهر في احدى الضيعات الفلاحية بمنطقة سيدي الهاني التابعة لولاية سوسة. وبسؤاله عن سبب اختفائه الغامض أفاد الشاب ربيع بأن ركاب سيارة خفيفة فاجؤوه واختطفوه من وسط المدينة حيث استعملوا معه القوّة وارغموه على ركوب وسيلة نقلهم ثم انطلقوا به نحو المجهول وحسب ذكر الشاب ربيع فإن ركاب السيارة المجهولين لثموه وربطوا يديه الى الخلف بواسطة حبل وقد توسل اليهم لكي يخلوا سبيله ولكنهم اصروا على فعلتهم وقد وجد نفسه بعد حوالي أربعة وعشرين ساعة في ضيعة فلاحية لم يسبق أن وطأتها قدماه وجاء في أقوال الشاب ربيع، مامفادها أن أحد خاطفيه كان بحوزته جهاز لاسلكي، ولكنه لايدري ان كان حقيقيا أم مجرد لعبة بلاستيكية...