لئن كان اعتصامنا بالقصبة لغاية مطالب شرعية فإن بعض المرتزقة وأفراد العصابات حاولوا استغلال الحدث كي يعيثوا فيها خرابا ومن بين هؤلاء بعض أعوان الحراسة من التلاميذ الذين تمت بواسطتهم التعزيزات.. هؤلاء قاموا خلال الأيام القليلة الماضية بمداهمات واعتداءات طالت حتى الطبقة المثقفة بالبلاد وقد تمكن أعوان الأمن الحقيقيون ورجال الجيش الوطني من ايقاف حوالي خمسين شخصا اعترفوا بتفاصيل أفعالهم الرديئة والدنيئة فحررت في شأنهم محاضر أحيلوا بمقتضاها على أنظار العدالة لتقول فيهم كلمتها. هذا وقد باشر أحد قضاة التحقيق بابتدائية العاصمة أبحاثه في هذه القضايا الجنائية الخطيرة والمتمثلة أساسا في المشاركة في عصابة تستهدف الأشخاص والأملاك واضرام النار عمدا في محل غير مسكون والسرقة ومخالفة قانون حالة الطوارئ وغيرها من التهم التي ستلحق بهؤلاء بعد احالتهم على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالعاصمة التي ستوجه لهم التهم «اللائقة» بأعمالهم الاجرامية. في أريانة : داهما مؤسسة واعتديا على حارسين ثم نفذا عملية سرقة عقد المظنون فيهما جلسة خمرية وأثناء تجاذبهما لأطراف الحديث اقترح أحدهما على الآخر فكرة سرقة مؤسسة كائنة بجهة أريانة فوافقه على الفور خصوصا أن هذا الأخير سبق أن عمل بذات الشركة كحارس لمدة سنوات وأنه يعرف كل كبيرة وصغيرة في المكان. ومن ثمة تسلحا بهرواتين وقصدا المؤسسة المشار اليها وداهماها ثم عنفا حارسين بقسوة حتى إن أحدهما أغمي عليه قبل أن يستوليا على خزينة حديدية تتضمن مبلغ 1100 دينار و400 بطاقة شحن اضافة الى وصولات بنكية وحملاها على متن سيارة تابعة لذات الشركة ولاذا على متنها بالفرار. وبتسجيل شكاية في الغرض وجهت اصابع الاتهام الى الحارس السابق الذي أقرّ بوقوع الحادثة ليتم تحرير محضر في شأنهيما أحيلا بمقتضاه على أنظار العدالة لتقول فيهما كلمتها. وبعد أن استكمل أحد قضاة التحقيق بابتدائية أريانة ابحاثه في هذه القضية أحال ملفها على أنظار دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس التي وجهت للمتهمين تهمة السرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد. وبمثولهما أمام احدى الدوائر الجنائية بابتدائية العاصمة واصل أحدهما اعترافاته المسجلة عليه وطلب الصفح أما شريكه فقد تراجع في أقواله وأنكر ما نسب إليه رغم مجابهته بتصريحاته المسجلة عليه وبتصريحات المتهم الماثل إلى جانبه. وبفسح المجال للسان الدفاع تجاوز محامي المتهم الأول مبدأ الادانة ولاحظ أن منوبه اعترف بما نسب اليه بحثا وتحقيقا ومحاكمة وطلب اسعافه بأقصى ظروف التخفيف فيما طلب محامي المتهم الثاني الحكم بعدم سماع الدعوى وقد قررت هيئة المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم لاحقا. في العاصمة: أحال نديمه على الإنعاش بسبب خلاف بسيط عقد المتضرر والمظنون فيه جلسة خمرية وأثناء تجاذبهما لأطراف الحديث نشب بينهما خلاف بسيط سرعان ما تحول الى تبادل للشتائم عمد خلاله الثاني الى تعنيف نديمه ثم غادر المكان قبل أن يتم نقل المصاب الى المستشفى حيث تلقى العلاج اللازم. وببلوغ الأمر إلى مسامع أعوان الأمن باشر هؤلاء تحرياتهم بالاستماع الى أقوال المتضرر الذي سرد على مسامع باحث البداية تفاصيل الواقعة ودل على هوية المعتدي الذي تم ايقافه ليعترف بما نسب اليه فتم ختم الأبحاث في شأنه وأحيل على أنظار العدالة لتقول فيه كلمتها. وبمثوله أمام احدى الدوائر الجنائية بابتدائية العاصمة حاول المراوغة فيما تراوحت طلبات الدفاع بين الحكم بعدم سماع الدعوى والتخفيف وقد قررت هيئة المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم لاحقا.