وانا اقرا كتاب الاعلامي القدير محمد علي الحباشي "عروش تونس" الذي صدر منذ فترة قصيرة عن دار "سوتيميديا "النشيطة عثرت على معلومة مهمة ومثيرة لم اسمع بها من قبل فوضعتني امام موقف درامي تاريخي كثيرا ما اربكني وبعثرني واقلقني واقض مضجعي يتعلق بالفقر في تونس الذي هو وياللاسف ليس مجرد حادث عابر يظهر ويختفي بل هو وحش خرافي مقيم في تونس اقامة دائمة وحصل على الاقامة الشرعية منذ الزمان القديم ...القديم الغابر ...اما عن ضحاياه من التونسيين والتونسيات على مر القرون فهم بالملايين ...وهذه المعلومة التي اشار لها الحباشي تقول انه في فترة ما قبل الاحتلال (1881) وسقوط تونس الحضاري وانتشار الفقر والبؤس والفساد ظهر ما يسمى بنبش القبور ...لقد اضطر الناس مع سنة 1860 وما تلاها الى الذهاب ليلا الى المقابر وفتحها ونزع اكفان الموتى لبيعها في الاسواق مقابل فرنكات لشراء ما يسد الرمق مما دعا الحكومة الى سن قانون جديد يعاقب نباش القبور بالسجن من شهرين الى ستة شهور وخطية مالية ...وهكذا ظهر في تونس لاول مرة قانون نباش القبور ليكون علامة من علامات الانحلال الذي كان مقدمة طبيعية للاحتلال ...فهل عدنا من جديد هذه الايام الى نبش القبور ...وهل ازدهرت من جديد مهنة نباش القبور ...اتساءل وانا ارى يوميا ما يشبه التهافت على نبش اكوام القمامة والزبلة ...