يوم أن توقفت جريدة «الصريح» التي أحبّها الناس وغزت العقول والقلوب والبيوت تشمت البعض...وتنفس البعض الصعداء...وفرح البعض...وسخر البعض...ولكن لا احد شعر ولو قليلا بخطورة وأهمية ودلالة ومعنى اضطرار جريدة بحجم وقيمة وأهمية "الصريح" للتوقف عن الصدور ...والانتحار ...والتزام الصمت ... الجميع في السلطة وخصوصا في القصبة ...وأحزاب وهيئات ومنظمات ومجتمع مدني وقوى سياسية وإعلامية وثقافية ...الجميع تعاملوا مع الموضوع بسلبية مطلقة ...واستخفاف معيب ...وتركوا السفينة تغرق، وكان غرقها لا ينذر بعاصفة آتية لاريب فيها ...وكأن غياب «الصريح» نهاية وليس بداية لماساة جوهرها اعلامي ثقافي ...وتفاصيلها تتصل بكل ماهو انساني وحضاري وتنموي في هذه البلاد ... اذن لاتستغربوا اليوم غلق قناة "نسمة" بتلك الطريقة البربرية البشعة التي لا تحدث حتى في أعتى الانظمة الديكتاتورية ...فالمسلسل بدأ...والحلقات سوف تتابع ...والبقية ستأتي ...ولسوف تعلمون بخطورة وفظاعة ماكنتم به تستخفون...ومنه تضحكون... وعليه تسخرون ...انه زمن الانهيارات الكبرى ولا حول ولا قوة بالله ...وربنا لا نسالك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ...وياحسرة على العباد والبلاد ...