رحم الله صديقنا الفاضل الاستاذ الدكتور صلاح الدين الجمالي الديبلوماسي ابن منزل بوزلفة والذي انتقل في اطار عمله الديبلوماسي كقنصل عام في باريسوجدة وكسفير في عواصم عربية عديدة '(دمشق والقاهرة (كان سفيرا ومندوبا لدى الجامعة العربية) والرياض ومندوب عام في ليبيا ) ترك صلاح الدين الجما لي في كل هذه العواصم العربية التي عمل فيها اطيب الاثر وارتبط بعلاقات متينة مع المسؤولين ومع النخبةواكتسب تجربة وخبرة في القضايا العربية والاقليمية استفادت منها الخارجية التي تراس فيها ادارةالعالم العربي وارتقى إلى خطة كاتب الدولة واختير مبعوثا للجامعةالعربية في ليبيا لحل النزاعات الجارية هناك عرفت صلاح الدين الجمالي رحمه الله في بعض العواصم العربية التي زرتها وكان فيها سفيرا وكان يحرص على تخصيص جزء من وقته للاجتماع بمن يشاركون من التونسيين في المؤتمرات والندوات الثقافية والفكرية ويجتمع بهم في مقر السفارة اومقر الاقامة ولقد سعدت شخصيا بالجلوس معه عديد المرات واستفدت من خبرته فقد كانت له تجربة واسعة ومعرفة دقيقة بعقليات مكونات البلدان التي عمل فيها وكيفية التعامل معها ولم يكن يكتفي بالجانب الرسمي من عمله الديبلوماسي بل ربط علاقات متينة بكل الفئات سهلت له القيام بعمله والنجاح فيه ايما نجاح كان للجانب الثقافي والعلمي في شخصية السيد صلاح الدين الجمالي رحمه الله الاثر الكبير في نجاحه وفي الاحترام الذي حظي به لدى الجميع يزين كل ذلك خلق رضي وتواضع مع شئ من المزح والدعابة اللطيفة التي حببت فيه من يجالسهم و كان شديدالاعتزاز با نتمائه الوطني الذي لايخفيه جاء صلاح الدين الجمالي رحمه الله إلى العمل الديبلوماسي بعد نيله لدرجة الدكتوراه من جامعة السوربون بباريس وظل حنينه لاهل العلم والثقافة قويا ورغبته شديدة في ارتياد مجالسهم اذكر انه ذات يوم جاءنا على غير ميعاد في المجلس الذي نجتمع فيه مع صاحب الصريح وثلة كريمة من الاطارات ممن تحملوا مختلف المسؤوليات طيلة العقود الماضية وتحدث رحمه الله وكان التعب عليه باديا عن وجهات نظره في عديد القضايا العربية وتمنينا عليه ان يدون مذكراته وان يكتب خلاصة تجربته ورجونا منه ان يكرر زياراته للاستفادة من تجربته وخبرته ووعد بذلك ولكنه لم يعد إلى ان بلغنا نعيه بالامس رحمه الله وبعد ان ترك صلاح الدين الجمالي العمل الرسمي لم يغب عن الندوات والمنتديات والملتقيات كان يحضرها ويدلي فيها بدلوه ولايكتفي بذلك فكثيرا ما رايناه في السنوات الماضية على شاشات التلفزة يشارك بخبرته وحماسه المعهود في انارة الراي العام في القضايا العربية لقد خسرت الديبلوماسية التونسية احد خبرائها بالخصوص فيما يخص المنطقة العربية التي خبر خفاياها وهو في هذا المجال من القلة القليلة التي واكبت ماعاشته المنطقة العربية من احداث في العقود الماضية فالبركة في البقية فعسى وعسى وعسى ان تستفيد اجيال الخارجية الجديدة الماسكة اليوم بهذا الملف الدقيق من هذه القئة الباقية رحم الله السفير والدبلوماسي المتميز صلاح الدين الجمالي رحمة واسعة