لأننا نكرر نفس الأخطاء ولأننا نريد دائما أن نعيد اختراع العجلة فاننا نقع في المطبات والأزمات كان من المفروض أن يتحمل الحزب الأول مسؤوليته وأن يشكل الحكومة التي يرتضيها بلا قيد ولا شرط أو أن يختار التحالف مع أحزاب وكتل برلمانية أخرى ، فيتم النقاش في هاته الحالة على رئيس حكومة توافقي وينطلق عمل تشكيل الحكومة أما أن تختار النهضة شخصية لترؤس الحكومة ومن ثمة تبحث عن التأييد والمساندة تحت عدة عناوين ويافطات فذلك من المضحكات المبكيات والمناورات التي لن تنطلي الا على الأغبياء والسذج أو الانتهازيين المتربصين بمنصب ولو دون سلطة فعلية وحقيقية وعليه فان السيد الحبيب الجملي ، في وضعية مشابهة تماما لوضعية "وحلة المنجل في القلة" ، فاذا طاوع النهضة في مطالبها ، تجلى ذلك في أعضاء حكومته المستقلة المزعومة وخسر بالتالي رصيدا سياسيا هاما و ضروريا لنجاح حكومته ، واذا لم يستجب في المقابل لمطالب النهضة ، عزل وأفشل اليوم أو غدا كما أن احتمال أن تكون المسألة مجرد فرقعات و مناورات من أجل ابراز الحبيب الجملي كشخصية مستقلة عن النهضة ، فلن ينفع الأمر و لن ينطلي الا على المغفلين ، اذ نعلم جيدا كيف تختار النهضة مرشحيها لأي مهمة و حسب أي معايير و مقاييس ، على رأسها الولاء والسمع والطاعة سي الجملي ان تأييد الاتحاد لحكومتك المزعومة هو مجرد تسريع يراد منه ازاحة الشاهد وحكومته في أقرب وقت ممكن و من ثمة الالتفات و الالتفاف عليكم بطريقة أو بأخرى ، ستعبر عن الموقف الحقيقي للاتحاد من شخصكم و من حكومتكم قلتها لك سابقا سي الحبيب وأكررها شكر الله سعيكم فلستم الرجل المناسب في المكان المناسب وان محاولات المرور مهما كان الثمن ستنتج حكومة في مهب الريح .