قال الرّاوي – كما جاء في صحيح ابن خزيمة – خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يومِ من شعبان، فقال : " يا أيها الناس ؟ قد أظلكم شهر عظيم، مبارك". ومن هنا نعلم، ومن وراء هذا الخطاب النبوي نفهم : أن لرمضان (حرْمَةً) عظمى، وحدودا راسخة، وسُدودا صارخة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، لكن تبقى نفوس المؤمنين والمؤمنات دائما قلقة إذا هم تجاوزوها، وتحَدَّوْها أو تعدّوْها، فلمْ يُلْقوا إليها البال، خشية الوبال. فمِنْ حرُماتِ رمضان : • غضُّ البصر عن المحرمات والشهوات الجنسية، وأقلها: النظرة إلى الحرام، بمعنى : حَذَار أن تحلّق أو تحمْلقَ في الكاسيات العاريات، بنظرة فاتنة، أو كلمة خائنة أو رغبة شائنة، فإنّ الله تعالى يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور. وممّا يلحق بالنظر : - القُبْلةُ بغرض التشهّي أو التّشفّي، فهي لا تقلّ حرمةً ولا اثما عن الأولى، وقد أحسن أمير الشعراء أحمد شوقي تصنيفها وتوصيفيها بقوله : نظرة فابتسامة فسلام - فكلام فموعد فلقاء ومن الخُرُقات الهادمة للصيام: الجماع في نهار رمضان، فأنه انتهاك زريع، وهلاك فظيع، كما عبّر عن ذلك الصحابيّ – بعد أن وقع فيه – فجاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم يلتمْسُ مَخْرجًا، فقال : هلكتُ يا رسول الله ! فردّ عليه : " وما أهلكك ؟ " قال : وقعتُ على امرأتي في رمضان. ومن الحُرمات الأكيدة، عند شباب اليوم والشابات، وعليهم أن يرعوها حقّ الرعاية، وإعطائها سلوك الوقاية والعناية : صبرا وثباتًا وهو ما يُعْرَف : ب (الاستمناء)، أو بعبارة أخرى : (العادة السّريّة)، لأنها تُؤْتَى في الخلوات، فمن وقع فيها، فقد وقع في الحرام، وبطل منه الصيام. ومن حرمات رمضان أيضا : حفظ اللسان : عن مزالق الغيبة والنميمة، وقول الزور، وكلام الفُحْش، وألوان الكذب، وأنواع النفاق، والسبّ والشّتم في الغضب والرضا، فإنّها آفات كلها : تجلب السيئات، وتذْهَب بالحسنات وهو الإشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " كم من صائم ليس من صيامه، إلا الجوع والعطش". قال الإمام الربّانيّ سفيان بن عُيَيْنَةَ : " من كانت معصيته في الشهوة، فْارْجُ له التّوبة، فإنّ آدم عليه السلام عصى مُشتهيًا، فغُفِرَ له؛ ومن كانت معصيته في كبْرٍ فَاخْشَ على صاحبه اللّعنة، فإن إبليسَ عصى متكبّرًا فلُعِنَ".