لقد علمتنا دروس التاريخ منذ سنين ان الحكومات القوية وان السياسيين الناجحين بصفة عامة هم الذين اتصفوا بالصرامة والحزم والحرص المستمر الذي لا يفتر ولا يلين على استنباط القوانين التي يرونها مفيدة لبلدانهم وخاصة في اوقات الشدائد والأزمات التي تتطلب الحزم والشدة في الردع والصد في الضرب على ايدي المخالفين والمستهترين والعابثين بمصالح البلاد والعباد ولقد ارتسمت في ذهني كل هذي الحقائق والمعاني الثابتة اليقينية لما بلغني خبر تلك العقوبات المالية والجسدية التي فرضتها البلاد الأندونسية للحد من عصيان اؤلائك المارقين الخارجين عن القانون والتراتيب التي فرضتها البلاد في سبيل حماية مواطنيها من انتقال عدوى فيروس كورونا اللعين الذي حير واعجز دول العالم اجمعين ولئن تبدو عقوبة تنظيف المراحيض مهينة بعض الشيء عند المتشدقين نظريا بحفظ حقوق الآدميين دون الالتفات الى الاستثناءات الواجبة الضرورية والذين هيجوا على الشعوب بمنطقهم هذا فئات المستهترين والمتهورين الذين لا يفقهون شيئا في اصول وقواعد الحياة الاجتماعية التي تتطلب دائما قوانين صارمة حازمة ردعية الا انني لا ارى هذه العقوبة البدنية ظالمة او متعسفة على الذين ينتهكون قوانين البلاد الصحية وخاصة في مثل ازمة كورونا الوبائية بل ارى واعتبر ان هؤلاء المستهترين وبلهجتنا التونسية المتملحين من هذه التراتيب وهذا الاجراءات الصحية معتدين بل مجرمين في حق بقية المواطنين الملتزمين بهذه التراتيب والذين لهم ايضا حق اكيد في التمتع بحياة امنة سليمة من كل الأوبئة الفتاكة الوخيمة ولهم ايضا على حكومتهم حق الحماية القانونية الضرورية من استهتار وعدوان هذه الفئة المارقة والرافضة لاصول وقواعد الحياة الجماعية واخيرا رحم الله ذلك الحكيم العربي الذي قال منذ زمان لحث السلطة في كل زمان وفي كل مكان على وجوب الضرب على ايدي العابثين المستهترين الذين لا يضبطهم ولا يردعهم وازع العقل او وازع الاخلاق او وازع الدين(ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران)