رحم الله المفكر التونسي الكبير الشاذلي القليبي المناضل والوزير وأمين عام جامعة الدول العربية. صورة قديمة لي معه عثرت عليها في أرشيفي. لطالما حدثني عنه الأديب الكبير الراحل مصطفى الفارسي وزوجته السيدة جليلة اللذين كانت تجمعهما به علاقات صداقة ثقافية وتواصل عائلي. وقد كتب الأستاذ الشاذلي القليبي رحمه الله منذ سنوات قليلة فارطة تقديما لكتابي المشترك مع الدكتور عادل بن يوسف حول الحاج عبد الحفيظ بوراوي تاريخ نضال ومسيرة ثقافة. كنت اصلي كل يوم جمعة في المسجد المجاور لقصر الضيافة بقرطاج، وكان بدوره يصلي الجمعة فيه ومن عادته رحمه الله في هذا اليوم أن يتأنق بلبس الجبة التونسية وأن يطوف على المتسولين قرب المسجد ليوزع عليهم ما في جيبه من نقود. كانت هذه عادته أسبوعيا دون أن يركز عليه إلا من يعرفه. وللأسف ثقل سمعه خلال السنوات القليلة الاخيرة فكنت أجد صعوبة في التواصل معه لذلك صرت أكتفي بالسلام عليه كلما لقيته أمام المسجد وبمتابعة عادته الجمعية في التصدق على المساكين. رحمه الله بواسع رحمته وكتب خدماته الوطنية والثقافية الجليلة في ميزان حسناته.