أهنّئ كافة أفراد الشعب التونسي و أنّه، بعد نجاحه و انتصاره على جائحة " كورونا "، بوجود " سيرك عمّار " الذّي حلّ بهذه الديار حتّى يعوّض عليهم ما عانوه من حصار و يروّح على أنفسهم بعروض بهلوانية يقدمها أبطال " سيرك عمّار " و " هات من ها الخنّار " و بالتّالي لا خوف بعد اليوم من هذه الجائحة و ما تسببت فيه من أثار و ما دأب عليه مجلسنا المختار من الترفيه على شعبه المحتار.. نوابنا الأشاوس، يا شعب تونس الجبار، يخوضون معارك اللاوائح و ما عليك إلاّ الصبر و تحمّل " هذا الخنّار " و ليس أمامك إلاّ الاستمتاع بعروض " السيرك عمار " و الجميل أنّه ظاهريا الدخول مجاني و بدون أن تدفع و لو دينار. فهو يعلم أنّ جيوبك خاوية من الدولار. لذلك عروضه كلّها مجانية رغم ما يكلّفه على حساب الشعب و الدولة من أعباء تصل إلى أكثر من 46 مليار على مدى الفترة النيابية كأعباء للسلط و بدون احتساب أعباء موظفي المجلس و ما له من أثار على ميزانية الدولة من أجور و سيارات و تجهيزات و تدفئة و أوراق و أقلام التي تفوق أعباؤها المليار. ولكن السؤال اليوم - أمام ما يجتاح مجلسنا من اعصار و حروب و حروب معاكسة و دمار و مضيعة للوقت على حساب البناء الجدّي و لكن لحساب الغير و جلد الذات و ثلب التاريخ و ترميم الآثار و صبّ الزيت من هناك و النفخ من هنا على النيران و زرع الفتنة بين الشعب الواحد ليتصاعد الدخان على كلّ الأوان، الأسود منه و الأبيض و الرمادي أيضا و العنتريات و لون الأحزان و المبكيات المضحكات التّي تقشعرّ منها الأبدان - بالله عليكم أيّها النواب الأشاوس إلى متى هذا الشعب الجبار الذي انتصر على " الكورونا " سيتحمّل منكم كلّ هذا " الخنّار " نقول مثل هذا الكلام لما حلّ بمجلسنا الموقر الذي انتخبناه ليحمل معها " وذن القفة " و يقينا عذاب الفقر و سعير نيران الأسعار و يحمي كرامة شبابنا من الضياع و الإبحار في أحضان الموت و الادمان و الجريمة و الارهاب و الموبيقات و ما لها على شبابنا من آثار و لكن وجدنا أنفسنا أمام معارك النواب ضد نواعير الهواء لا فائدة ترجى منها سوى قتل الطموح في غد أفضل و زرع موجة من اليأس و الدمار؟ فكيف العمل و لم تعوا بعد أنّكم في واد و الشعب في واد آخر يعاني الأمرّين و يصلى على أكثر من نار؟ كيف العمل و أنتم لا هموم لديكم إلاّ تسجيل نقاط على بعضكم البعض و الشعب تائه من اعصار إلى اعصار؟ فهل أنتم فعلا نواب لهذا الشعب الذي انخدع بمعسول كلامكم في حملات التكالب على الكراسي و المناصب و في النهاية هو من اكتوى بكل هذه النيران، من الكذب و "التفليم" و "التفشليم" و التظاهر بالعفة، ليجد نفسه في غابة تماما مثل الخرفان، تلتهم أحلامه صقور و خفافيش و غربان تنعق ليلا و نهارا؟ بالله عليكم يا نوابنا الأشاوس هل هكذا يجازى من مكنكم من سدّة الحكم و التمتع بالمال و الجاه فكان جزاءه جزاء السنمار؟ فهل إلى هذا الحدّ أعمتكم الكراسي و المناصب و نسيتم من هم في الحقيقة المالكين الأصليين لهذه الدار؟ نخشى في الأخير أن ينفذ صبر هذا الشعب و يغنّى - بعد أن ضاقت به كلّ السبل - بصوت واحد " للصبر حدود " عندها ستعرفون قيمة هذا الشعب الذي لا تعرف طموحه حدودا، و الذي أيضا لا و لن يتوانى من التصدّى لكل معاول الهدم و الدفاع عن وطنه المجيد فانتبهوا و هو الذي اكتوى بكل النيران و صبر، صبر أيّوب، على كلّ ألعابكم البهلوانية،. فحذار نقولها لكم من باب النصيحة و اتقوا الله في هذا الشعب الطيّب قبل فوات الأوان؟