تؤدي الشرعية في ليبيا رسالتها التي إئتنمها عليها الشعب الليبي في طليعتها كنس ما تبقى من مرتزقة الروس (عددهم 3500 تستخدمهم شركة إجرامية هي كما يعلم الجميع شركة فاغنر الأخت الشقيقة لشركة بلاك ووتر الأمريكية سيئة السمعة) والشركتان هما الذراعان الرسميان لقوتين عظميين تأبيان التورط المباشر في عمليات حربية خارجية فتوظفان مرتزقة مأجورين يقتلون بالرواتب الشهرية التي تسدد بالدولار من بيت مال ليبيا الجريحة التي يتصرف في نفطها متمردون يسيرون بالريموت من بعيد! هذا حال ليبيا اليوم و (فاغنر) ليست يتيمة بل خلطها المتمردون بكوتا من الجنجويد السودانيين و مقاتلين من ثلاث دول عربية لا تلتزم بقرارات مؤتمرات دولية عقدتها الأممالمتحدة في برلين و موسكو و تتذكرون كيف هرب منهما خليفة حفتر الذي رفض التوقيع على وقف إطلاق النار بينما وقع عليه فايز السراج ثم استجاب الرئيس رجب طيب أردوغان و برلمانه لدعوة الحكومة الشرعية من أجل صد المتمردين و مرتزقتهم عن قصف طرابلس و عثرت البعثة الأممية منذ أسابيع في المناطق التي كانت تحت سيطرة حفتر على مقابر جماعية تضم رجالا موثوقي الأيدي معصوبي العيون قتلوا بعد أسرهم برصاصة في الرأس في مخالفات إجرامية لكل القوانين الدولية! واليوم يطلب رئيس مصر وهو المنقلب على الشرعية في بلاده من حكومة الوفاق وقف إطلاق النار الذي رفضه (ضيفه الليبي) في برلينوموسكو!! وهو ما دعا محمد قنونو الناطق باسم قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية رفض الحديث عن وقف إطلاق نار في ظل ما وصفه باحتلال مرتزقة أجانب مدينة سرت وقاعدة الجفرة، في حين كشفت مصادر عسكرية عن خريطة انتشار المرتزقة وسط وجنوب البلاد. وقال الناطق باسم الحكومة إن "تحرير" سرت والجفرة "أصبح أشد إلحاحا من أي وقت مضى" بعد أن انتشر فيهما المئات و ربما الألاف من المرتزقة التابعين لشركة فاغنر الروسية ومن جنسيات أخرى. واتهم قنونو دولا عربية وأجنبية بدعم المرتزقة والمساهمة في جلبهم وتسهيل دخولهم وتوفير الحماية لهم مما يجعل أماكن وجودهم خطوطا حمراء. من جهتها أعربت ستيفاني وليامز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة عن انزعاجها من تقارير تفيد بدخول مجموعات من المرتزقة إلى حقل الشرارة النفطي ومنشآت نفطية أخرى. وقالت وليامز -خلال لقائها مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج- إن هذا الأمر ينذر بتحويل منطقة الهلال النفطي لمنطقة صراع. وقد بحث الطرفان كذلك جهود البعثة الأممية في المسارات العسكرية والأمنية والاقتصادية واستئناف المسار السياسي ومعضلة الألغام التي زرعتها قوات حفتر في منازل المدنيين جنوبيطرابلس ودعت إلى الإسراع في الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. ولكن كيف ترتكب شركة فاغنر الروسية جرائمها خارج القوانين والأخلاق وأعراف الحرب؟ كشفت مصادر عسكرية ومحلية في منطقة الجفرة عن أماكن وجود قوات شركة فاغنر الروسية ومرتزقة آخرين من العرب والأجانب وسط وجنوب ليبيا ووفق المصادر فقد كانت أول زيارة عسكرية روسية رسمية لمنطقة الجفرة في الخامس من فبراير 2018، ممثلة بوفد رسمي من ضباط الجيش استقبله العميد محمد السنوسي نصر آمر المنطقة العسكرية الوسط التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر في تلك الفترة حيث تجول الوفد في قاعدة الجفرة التي تعتبر أكبر القواعد الجوية في البلاد وتشير المصادر إلى أن عدد المرتزقة من فاغنر الروسية في منطقة الجفرة يتراوح الآن ما بين 3000 و 3500 كان أغلبهم يقاتل في محاور القتال جنوبطرابلس، قبل أن ينسحبوا إلى قاعدة الجفرة. وينتشر الروس الآن في شكل جماعات مسلحة مجهزة بالأسلحة والعتاد بمزارع وأحياء المدنيين في مدن الجفرة وبصحبتهم منظومات دفاع جوي روسية نوع (بانتسير) يقدر عددها ب 15 منظومة موزعة في مناطق عدة، ويتركز وجود المسلحين بمدينتي هُون وسوكنة، في منطقة الجفرة وفي مدينة وَدّان التابعة للجفرة أيضا، توجد غرفة عمليات لمرتزقة فاغنر، وتحديدا قرب معسكر البراعم، حيث توجد أجهزة تشويش وهوائيات ومنظومة دفاع جوي (بانتسير) كما يوجد مسلحو فاغنر أيضا في قاعدة تمنهنت الجوية بالجنوب الليبي، وقاعدة الواو الجوية القريبة من أقصى الجنوب، فضلا عن حقل الشرارة النفطي الواقع بالجنوب الغربي. وإلى جانب الروس، انتشر قرابة سبعين عسكريا إماراتيا بينهم ضباط، بالجفرة التي وصلوا إليها في رحلات منتظمة من أبو ظبي والقاعدة مباشرة، قبل أن يغادروا جميعا إثر ضربات حكومة الوفاق في يوليو/تموز من العام الماضي، ومقتل ستة إماراتيين. تشير المعلومات إلى أن عدد المسلحين المرتزقة من الفصائل السودانية والتشادية في منطقة الجفرة يتراوح بين 5 آلاف و6 آلاف مسلح، ينتشرون في مواقع عدة داخل قاعدة الجفرة والمناطق المحيطة بها. كما يوجد في منطقة الجفرة مرتزقة سوريون قدموا مع المرتزقة الروس، ويتمركز عدد منهم في مداخل الجفرة عند الطريق الرابط بين الجفرة وأبو قرين والجفرة وسرت. وتكمن أهمية مدينة سرت الواقعة وسط الساحل الليبي في كونها تفتح الطريق باتجاه منطقة الهلال النفطية الإستراتيجية في شرق البلاد. وهذا ما جلب تخوفات واشنطن ومنظمة الأممالمتحدة من تفاقم الدور الروسي في الصراع بين الشرعية والتمرد حيث نددت الولاياتالمتحدة الأميركية والأممالمتحدة يوم الجمعة الماضي بدخول مرتزقة من شركة فاغنر الروسية ومن جنسيات أخرى إلى حقل الشرارة النفطي جنوبي ليبيا. إننا بإزاء الجولة الأخيرة لحسم الأزمة الليبية المفتعلة إما عسكريا وإما دبلوماسيا وإلا فإن شبح تقسيم ليبيا إلى دولتين بدأ يلوح جديا في الأفق بما يتعارض مع أمن المغرب العربي ويتصادم مع مشاريع المستقبل في الإقليم والعالم في وضع يتحرك خلاله إستعمار متنوع الجنسيات ليضع يده على مقدرات الشعب الليبي ويتمكن من احتلال منزلته الأستراتيجية الحساسة.