المتتبع لما يحصل في ربوعنا هذه الايام.. من تصريحات مضادة.. وخاصة منها لما اطلقه فرحات الراجحي مؤخرا.. قد يلقى نفسه مجبرا على طرح تساؤل كبير يقول نصه الصغير: من يتآمر على مَن من بيننا؟ هذا بالنسبة للمواطن العادي والعيّاش من أمثالي والذي لا يملك غير القدرة على طرح التساؤلات ولا يطمح في الوصول أو التوصل من خلال طرحها الى معرفة الجواب اللازم لها. أما المحنكون والمسيّسون والقادرون على خوض الشأن السياسي السليم والصحيح والمتمتعون بالخبرة والقدرة اللازمة في هذا المجال فلا شك أنهم يتميّزون علينا إضافة الى القدرة على طرح التساؤلات بالقدرة على التوصل الى فهم الاجوبة اللازمة عليها. ذلك أن هؤلاء قد يتمكنون بسرعة البرق وبدون تردد عندما يسألون أنفسهم بالقول: من يتآمر على مَن مِن بيننا من الاجابة بالقول: إن الجميع يتآمرون على تونس. وقد يضيعون في قرارة أنفسهم ما يلي: ان تونس اكبر من كل مؤامراتهم وعليه فسوف لن يتآمروا من خلال التآمر عليها الا على أنفسهم. ليتهم يفهمون ذلك ويفهمون أننا قد فهمناهم وأن مسألتهم قد أصبحت مفهومة عندنا ومن طرفنا. آه، لو يفعلونها فسوف نختار لهم مكانا بجانب نصب ابن خلدون.. لكن..