نروي هذه الحادثة وهي من الماضي القريب، وما كان يحدث هنا وهناك أشياء توقف المخ حسب العبارة المعروفة. فمدير مدرسة ابتدائية من الشرفاء ويعمل بكدّ وجدّ وبضمير في زمن نوم الضمائر أصيب تلميذ من التلامذة بكسر فتم اسعافه واشترى المدير هدية وقرر زيارة التلميذ وسأل عن بيته فدلّوه على حيّ جديد، فقام بالزيارة واطمئن قلبه، وفي طريق عودته لاحظ أن شعبة المكان مفتوحة فدخلها من باب حبّ الاطلاع في الداخل وجد رجلا جالسا وأمامه طاولة عليها سبعة فناجين قهوة وقارورة ماء، وطبق حلويات فسلم عليه وتحدث معه حول الجوّ العام وأمر الرجل بقهوة للمدير فسأله: يبدو أنكم ستجتمعون بعد حين فقال محدّثه: نعم سيحضر رئيس الشعبة ورئيس لجنة الحي ومدير دار الثقافة ورئيس جمعية الكرة ومسؤول عن التربية والاسرة وعضو المجلس البلدي وصاحب فرقة موسيقية، ومكث المدير نصف ساعة وقبل خروجه سأله: أين المعنيون بالاجتماع قهوتهم بردت، فضحك وقال: الذين ذكرتهم هم أنا فأنا أتحمل كل المسؤوليات التي ذكرتها لك لذلك استحق سبعة فناجين قهوة وطبق المرطبات.