هناك ناس لا تحلو لهم الحياة إلّا بأذيّة النّاس، و لا تكتمل سعادتهم إلّا بإشباع غريزتهم الوحشية العدائية بما يرضي مُلهِمَهم و معبودَهم الوسواس الخنّاس.... وعادة ما تكون سمات ، هؤلاء ، تعكس مدى شراسة و خباثة و انقباض نفسيّاتهم و تجسِّمُ توحّش و تعفّن أورام عقلياتهم ... إذ تتميّز نظراتهم بتطاير علامات الشّرّ والحقد من عيونهم و تتّصف سلوكياتهم بحدّة صارخة و فظاظة فائضة جافلة و حساسية مرضية طافحة لكلّ ما له علاقة بالجمال و اللّطف و الدُّعابة و البشاشة و الأدب والإعتدال.... هم يريدون للحياة أن تكون صمّاء عمياء بكماء ، لا لون لها و لا رائحة و لا صوت ... يريدونها مجرّدة من الحرّية و الجمال و الإبداع... يريدونها كقلوبهم المتكلّسة المكبوتة السّوداء ، لا حقّ فيها للطّائر أن يشدو و يتغزّل و يمرح و لا للزّهرة أن تتزيّن و تتفوّح و لا للنّفوس أن تتنفّس و لا للأبصار أن تلمح و لا للعقول أن تتحرّر و تجتهد و تتألّق و تفلَح...