هذا ليس من باب المدح أو رمي الورود أن نذكر و أنّ عرض " ننده الأسياد " لمحمد بسكري بمهرجان بنزرت الدولي اقتلع الامتياز عن جدارة بل يمكن القول و أنّه تفوّق على عرض " الزيارة " رغم محدودية الجمهور الذي تابع هذا العرض، بل يندرج ذلك في خانة " القول لمن أحسن أحسنت و لمن أساء أسأت " بكل تجرّد و موضوعية بالنّظر للمستوى الرفيع لهذا العرض على كلّ المستويات. و بالرجوع إلى تفاصيل هذا العرض للفنان محمد بسكري و بقيادة المايسترو محمد الأسود نقول و أنّ هذا العرض – الذي ربما استخفّ به البعض خاصة بعد تنظيمه بعد عرض الزيارة – اتّضح لمن تابعه بأنّه من العروض الناجحة فنيّا و تنظيميا و اجتهادا خاصة في توظيف وسائل التكنولوجيات الحديثة في ايصال محتوى العرض و التعريف بعيد الجهات عبر بعض الأغاني الصوفية المنتسبة إليها و ذلك عبر بث صور جميلة جدّا فنيّا لهذه الجهات التي تمّ التغني بتراثها الصوفي على غرار القيروان و صفاقس و بنزرت و غيرها من الجهات. فضلا عن الأداء المتميّز للراقصين و الراقصين الذين لم تهدأ أجسادهم على امتداد السهرة ممّا ألهب الجمهور الحاضر لينخرط معه رقصا و تهليلا و زغاريد على أنغام هذه الأغاني الصوفية الجميلة لحنا و كلمة . الأصوات الجميلة و القوّية بالمعنى الموسيقى للكلمة أضافت على هذا العرض الكثير من الجمالية و انصهار الجمهور و لعلّ ما شدّ انتباهنا كمواكبين لهذا الحفل صوت المنشد الشاب أسامة العجابي الذي تألق و حاز عن التفرد بين المؤدّين و المنشدين الذين أدّوا مجموعة هامّة من الإنشاد الصوفي نذكر منها " الله..الله يامولانا " و " ننده الأسياد " و " يا جيلاني " و " عبد القادر يا مغيث " و " يا بو جبيبة حمراء " و " بابا المزوغي بو شامة " و " سيدي عبد السلام يا بابا الأمر " إلى آخر القائمة.. و ما ميّز العرض هو جمعه للعديد من القامات الموسيقية من عدّة مناطق من الجمهورية التونسية و كان يناهز عددهم حوالي 60 فردا بين عازفين و منشدين و راقصين و فنّيين. في ختام هذه الورقة شكرا لكل أعضاء عرض " ننده الأسياد " و على رأسهم محمد بسكري و محمد الأسود على ما قدموه من عرض مشرف فاجأ كل من تابعه و شكرا للهيئة المديرة لمهرجان بنزرت الدولي على حسن اختيارها التي اجتهدت فأصابت.، فقط ملاحظة أخيرة لابدّ من مزيد فرض متطلبات البروتوكول الصحي خاصة مع تفاقم الوضع في بعض الجهات..