بحفل مسك الختام الذي أثثه الكبير لطفي بوشناق تكون الدورة 38 لمهرجان بنزرت قد أسدل عليها الستار حيث واكبه جمهور غفير تجاوز ال 7 آلاف متفرج وبحضور رسمي في شخص والي الجهة محمد قويدر و المندوب الجهوي للثقافة ببنزرت شكري التليلي وبعض الإطارات الجهوية و المحلية ببنزرت. سهرة الفنان لطفي بوشناق انطلقت، في حدود الساعة العاشرة ليلا بقيادة المايسترو عبد الحكيم بالقايد بتخت موسيقي يتكون من حوالي 20 عنصرا بين عازف و مردد، و ذلك بوصلة موسيقية صامتة ليطل بعدها على جمهوره الفنان الكبير لطفي بوشناق و يغني له مباشرة قطعة من المالوف بعنوان " كلّما أطفأ نار لهب" فاندمج الجمهور في تلك الأجواء منذ الوهلة الأولى حالما بقضاء سهرة كبيرة مع الكبير بوشناق و لكن في الأثناء حصل ما لم يكن في الحسبان إذ انقطع الصوت في المعدات الصوتية و ما هي إلاّ لحظات ليعلو بعض الدخان من حجرة التحكم في هذه المعدات ليذعر الجمهور و تراه يفرّ يمينا و شمالا من فوق المدارج خوفا ممّا قد حدث و لكن أيضا و رغم ذعر الجمهور ، المطرب الكبير لطفي بوشناق عرف كيف يهدئ روع الجمهور و يصبح المغني و المنشط للحفل بل لم ينقطع على الغناء رغم عطب المعدات الصوتية و رغم الذعر الذي انتاب الجمهور و رغم كلّ ما حصل واصل لطفي بوشناق الغناء و أقنع الجمهور بمواصلة الحفل و البقاء في اماكنهم رغم الظرف الاستثنائي و تغنى بوشناق مع جمهوره بالعديد من الأغاني فكانت تباعا " شفتك ما نعرف فين " و كذلك " انت شمسي " ليتم بعدها تدارك و اصلاح العطب ويتواصل الحفل بأكثر حماسة و أكثر حرارة سواء من قبل بوشناق الذي غنّى كما لم يغنّي من قبل و رقص أيضا أو من جانب الجمهور الذي اندمج مع بوشناق إلى حدّ الانتشاء ناسيا كل ما حدث بل تراه مرددا معه كلّ أغانيه تقريبا و كنت ترى المدارج تموج و تتحرّك شمالا و يمينا و الحناجر تردد الأغاني و الساحر لطفي بوشناق يقود هذا الجمهور العريض بكلّ سلاسة و ذكاء ليمطره بوابل من الأغاني على غرار " خدعني خدعني " و هذي غناية ليهم " و " همت بالتونسية " و العين اللي ما تشوفكشي " ليعود للمالوف و قطعة " لعب الضبي بعقلي " للكبير خميس ترنان و ليغيّر الأجواء و يجعلها راقصة أكثر و حماسية و ذلك بأغاني شعبية مثل " نمدح الأبطال " و " هيّا نزوروا كالعادة " و " بابا الشريف علاجي " و " كيف شبحت خيالك " و " زاد النبيء "و بهذا النوع من الأغاني الخفيف و الراقص أنقذ لطفي بوشناق السهرة التي كادت لا قدّر الله أن تتحولّ إلى كارثة لو حدث انفجار داخل غرفة المعدات خاصة و أنّها عبارة عن مركز لكل الأجهزة الكهربائية و لكن الكبير لطفي بوشناق حوّل كلّ ما حدث إلى نجاح للحفل و فعلا يصح عليه القول أنّه " شنّعها " و جعل الجمهور ينتشي و يتخمّر و يعيش سهرة لا تنسى بل حتّى الفنان لطفي بوشناق توجه إلى الجمهور بالقول بأنّها سهرة تاريخية لا تنسى و ذلك بعد النجاح في اصلاح العطب و مواصلة الحفل بروح من التحدي لكل طارئ.. كلمة أخيرة نقولها احقاقا للحق فالجمهور رغم كل ما حدث فإنّه هاج و ماج و " شاخ شيخة كبيرة " و انتشى و رقص و صال و جال ورجع إلى قواعده راضيا و مقتنعا بأنّها فعلا سهرة لا تنسى وما أعظمك يا بوشناق.، فقط نشير بأنّ الورقة القادمة ستتناول بالتقييم هذه الدورة عدد 38 للمهرجان الدولي ببنزرت و في انتظار ذلك نقول للهيئة كانت الدورة تحمل شعار دورة التحدي و يبدو أن الهيئة المديرة للمهرجان قد ربحت التحدي رغم بعض العثرات و الهنات....