تحت حس مس وفي المهموتة، وفي الظلام وفي غفلة منا، وفي غياب المراقبة وفي سبات العيون التي لا تنام استغل البعض الوضع، هؤلاء الذين لم يشبعوا فقد اكتنزوا الذهب والفضة في عهد المخلوع، وها هم يخرجون من مخابئهم، ويشعلون النار في الأسعار، أسعار مواد البناء. فكل يوم نصبح على زيادة في الرمل والاسمنت والياجور بأنواعه والحجر والحديد الذي اصبح أغلى من الذهب، هؤلاء استغلوا الإقبال المكثف على البناء من طرف المواطنين وعملوا بأعمالهم. كل يوم يزيدون ولا أحد يقول لهم: كفوا، احشموا كفوا عن تعرية رؤوس الناس، كفوا عن السرقة وتكديس المال الحرام. وإذا تواصل هذا الغلاء وواصل أصحاب الكروش الكبيرة إشعال النار في الأسعار، فسيصبح البناء نوعا من الهدم. فالذي تحصل على قرض لإكمال مسكنه سيجد نفسه غير قادر على إنجاز ما اقترض من أجله بسبب هذا الغلاء الهدام. تصوروا اليوم مثلا استفقنا على الزيادة في الياجورة الواحدة بثلاثين مليما ولم نقرأ على هذه الزيادة، ولم نسمع بها في أية وسيلة إعلام أي تحت حس مس لا من شاف ولا من درى كما يقول المصريون. أما الذي سيبدأ من الصفر من الأساس لبناء بيت فمهما استعد وأعد العدة سيجد نفسه في التسلل فمواد البناء أسعارها ترتفع يوميا وهنا نسأل أين المسؤولون أين المراقبة، أين أولاد الحلال؟ .