كلنا يتذكر الحيرة الكبرى التي ظهرت في عواصم العالم بعد إعلان دولة الصين عن ظهور وباء خطير في مدينة يوهان الصينية مهدد لصحة الانسان ولبقاء البشرية بدأ يكتسح معظم الكرة الأرضية والخلاف حول الأسباب الحقيقية التي كانت وراء ظهور هذه الجائحة التي عصفت باقتصاديات الدول… وكلنا يتذكر الشكوك التي أبدتها بريطانيا حول المعلومات الأولية التي أعلنت عنها الصين والانتقادات التي وجهتها إليها بخصوص عدم وضوح التقارير الصادرة عنها بشأن حجم هذا الوباء وخطورته على اعتبار وأن الفيروس قد ظهر أشهر قبل الإعلان عن حصول أول حالة وباء في شهر ديسمبر من سنة 2019 في حين أن الصين لم تعلم عن هذه الجائحة إلا في أواخر السنة من العام الماضي بما يعني أن الصين قد أخفت الكثير من المعلومات عن الحجم الحقيقي للأزمة. وكلنا يتذكر الخلاف الحاد بين أمريكاوالصين بخصوص حقيقة فيروس كورونا وانتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمسؤولين الصينيين واتهامه الصين بتعمدها التلاعب بالمعلومات وإخفاء حقيقة هذا الفيروس وتأخرها في التصدي لهذه الجائحة و بطؤها في اتخاذ إجراءات التوقي من هذا الوباء وبطؤها في فرض الحجر الصحي على مواطنيها إلا في وقت متأخر وبعد أن تمددت العدوى في كل الدول وحلت الطامة بكل القارات واتهام آخر بالتمويه لإخفاء المسؤولية عن سياسييها من خلال توجيه الرأي العام العالمي نحو نظرية المؤامرة واتهام الولاياتالمتحدة بالتآمر ضدها واتهام جنود أمريكيين بأنهم هم من تولوا إدخال هذا الوباء للبلاد. وكلنا يتذكر كذلك التحفظ الفرنسي بخصوص المعلومات التي روجتها دولة الصين حول حقيقة وباء كورونا والذي جاء على لسان الرئيس " إمانويل ماكرون " الذي تحدث عن اعتقاده بأن هناك منطقة رمادية عليها أن تتضح بخصوص الطريقة والكيفية التي عالجت بها الصين هذه الأزمة الوبائية معتبرا أنه يجب الاعتراف بأن هناك أشياء قد حصلت بخصوص هذه الجائحة لم نكن نعلم عنها شيئا وأنه من الغباء اليوم أن نعتبر أن ما حصل هي مسألة غير مفهومة في تلميح وإشارة إلى أنه على الصين أن تجيب في وقت لاحق على الكثير من الأسئلة في علاقة بحقيقة هذا الفيروس وظهوره وطريقة إدارتها لهذه الأزمة الوبائية. وكلنا يتذكر ما صرح به الطبيب الفرنسي " لوك مونتانييه " المعروف على النطاق العالمي بتخصصه في علم الفيروسات والجراثيم والحائز على جائزة نوبل للطب لسنة 2008 من أن حقيقة فيروس كورونا ليست كما روج لها الصينيون على أنه وباء ظهر في سوق لبيع لحوم الحيوانات في مدينة يوهان الصينية كما أنه ليس وباء مصدره طائر الخفاش كما روجت لذلك الحكومة الصينية وإنما حقيقة هذا الوباء حسب هذا الطبيب أنه تمت صناعته في المخابر الصينية وتم تسريبه من مخبر يوهان المتخصص في فيروسات الكورونا قبل إخراجه للعالم. كلنا يتذكر كل هذا الجدل الواسع الذي واكبه الاعلام العالمي وتناقلته مختلف الجرائد والقنوات التلفزية في بداية السنة الحالية وتواصل لأشهر حول حقيقة هذا الوباء الذي غير كل شيء في حياة الشعوب والدول وفرض على الإنسان تغيير نمط عيشه وطريقة تفكيره حتى خرجت منظمة الصحة العالمية وحسمت هذا الجدل بنفيها أن يكون هذا الفيروس قد انتج في أحد المخابر الصينية مثلما يزعم الرئيس الأمريكي. واليوم بعد مضي أكثر من تسعة أشهر على هذا الجدل السياسي والعلمي حول حقيقة ظهور فيروس كورونا وانتشاره في العالم تفاجئنا شركتا " فايزر " الأمريكية للأدوية و" بيونتيك " الألمانية عن توصلهما إلى إنتاج لقاح فعال ينهي الأزمة الوبائية التي اجتاحت العالم بحلول شهر مارس 2021 وذلك بنسبة 90 % ويقي الإنسان من عدوى كوفيد 19 بكيفية كبيرة، ولكن المشكل الذي يثيره هذا الإعلان الذي أكدته منظمة الصحة العالمية واستبشر له العالم أن توقيت الإعلان عنه جاء أياما قليلة قبل الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي خسر فيها ترامب وهو توقيت يثير الكثير من الشكوك حول ما صرحت به شركة فايزر من أن العالم ينتظره مفاجأة سارة بعد الانتخابات الأمريكية وفعلا بمجرد الإعلان عن فوز " جو بايدن " في الانتخابات حتى أعلنت الشركتان المتخصصة في صناعة الأدوية الأمريكية والألمانية عن توصلهما إلى تطوير لقاح فعال ينهي الأزمة الصحية ويقضي على فيروس كورونا وهذا التزامن بين الانتخابات الأمريكية والإعلان عن إنتاج لقاح جعل الكثير من المهتمين بالمسألة الوبائية يطرحون فرضية المؤامرة التي حيكت ضد البشرية كانت وراءها لوبيات صناعة الدواء في العالم والشركات العظمى التي تحتكر إنتاج وبيع الدواء وهي مجمعات مالية كبرى مؤثرة في عالم المال والسياسة تمثل مع لوبيات السلاح والمخدرات وتجارة النساء جهات ضغط كبرى مؤثرة في سياسة الحكومات ومتحكمة في التوجهات العالمية وهي اليوم تقف وراء هذا الفيروس الذي تحكمت في ظهوره وتتحكم اليوم في انهائه. فهل يحق لنا اليوم أن نشك في كل القصة التي روجوها لنا طيلة كل هذه الشهور عن حقيقة ظهور فيروس كورونا وانتشاره ؟ وهل يحق لنا أنه بعد إعلان شركة فايزر الأمريكية عن توصلها إلى لقاح بعد هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تعتبر أن ما حصل للعالم جراء انتشار فيروس كورونا هو مؤامرة تعرضت لها البشرية كان وراءها "كارتلات " الدواء التي تعد أكبر شبكات المال في العالم وأكثر اللوبيات تأثيرا في سياسات الدول؟