أصدرت الشاعرة ليلى الرحموني مجموعتها الشعرية الجديدة تحت عنوان " همس الذاكرة " و قدمت لها الشاعرة العراقية، الأستاذة ابتسام عبد السادة بالقول " مذ زمن بعيد ظمأت روحي و تعطشت لجديد أنيق يربط ما ليس قديما و بعيد زمن الشعر المتألق، بحثت في أروقة قصائد كثيرة عن كلمات تعلو معانيها لتصل نفسي دون عناء و بالفعل، من يبحث يجد ما يريد، و أنا أقرأ قصائد ليلى الرحموني وجدت ضالتي في دقّة وصف راقية بأسلوب أنيق و سلاسة الكلمات و عمق المعاني و بلاغة الكلام" ونحن أيضا، بعد أن رحلنا، على مدى 110 صفحة لهذه المجموعة الشعرية من الحجم المتوسط للكتاب، و التي تضمنت أكثر من 40 قصيدة في غير العمودي و الحرّ مع توشيحها ببعض القائد باللهجة الدارجة " و أتت في طبعة أنيقة و في شكل جميل و اخراج أجمل. من ناحية الشكل.، نقول إنّ قصائد الشاعرة الرقيقة ليلى الرحموني كانت مثل طائر الأحلام الذي يأخذنا و يحلّق بنا عاليا مع كلّ قصيدة في عالم لم نعهده من قبل في ما قرأنا من قصائد لبعض الشعراء. فقصائد ليلى الرحموني تحملك في كلّ مرّة إلى عالم عمق الذات البشرية، في انسانيتها و أخوّتها و تراحمها و علاقاتها المختلفة و اعتناقها للمبادئ و القيم كقيمة التسامح و المحبّة و الاعتذار و صفاء الروح و التراحم و صلة الرحم، إلى درجة و أنّك حين تنغمس في قراءة قصائدها تأبى الرجوع إلى هذا العالم المادي التي طغت عليه الأنانية و حبّ المادة بعد رحلة مع قصائدها في أجواء الزمن الجميل الملقح ضدّ كل فيروسات التلوث المصلحي و المادّي. بل تجد في قصائد ليلى الرحموني بلسما و دواء للروح التي عطشت و ظمئت إلى كلمات تخاطب الرّوح و تنبع من القلب إلى القلب بعيدا عن زيف الكلمات و الكلمات المركبة و المتكلّسة. فقصائدها متحرّكة تخاطب وجدانك و تؤنس وحدتك و تضاحكك و تحاورك و تناقشك و تشير بأناملها و تنظر بمقلتيها فتؤثر فيك و تتأثر فهي مثل الكائن الحي متحركا و متأثرا بمحيطه و مؤثرا في الآخر. و حتّى نقرّب الصورة للقارئ و المتلقي عموما نقترح عليه بعض الأبيات من قصيدة للشاعرة ليلى الرحموني بعنوان " صروح العاشقين " تقول فيها " شيّد حصونك ما شئت على الهوى / فكلّ صروح العاشقين و إن علت سراب / أتقنت العلو بها بيننا و نسيت / أنّ أرواح المحبين خلالها تنساب / أدرك خوفك يا سيدي جيّدا /و لكني وثقت بمن سلطانه يعلو تهاب /سلمت أمري إليه فيك طائعة / و أعرف أنّ سلام روحي لتوكلها مستجاب / فرق بيننا يا سيّدي فخطابي / إليك يسمو عن نازعات الطين و التراب / وتجدر الإشارة إلى أنّ شاعرتنا في لقاء خاطف معها تقول " أنا متخرجة من الأكاديمية الأمريكية كمصممة أزياء و موضة، أكتب الشعر والقصة منذ ما يزيد عن 30 سنة و أنشر جلّ انتاجاتي عبر أعمدة الصحف و المجلات و الجرائد المحلية و العربية و بعد مجموعتي الشعرية هذه " همس في الذاكرة " أنا بصدد اعداد مجموعة شعرية أخرى بعنوان " الحبّ أحلى المعجزات " و أيضا بصدد كتابة رواية لم أختر لها بعد العنوان المناسب و لكنها تعالج العلاقات الانسانية التي تغيّرت و تأثرت بما يجري في عالمنا من ارتماء و لهث وراء السّراب المادي الزائل و أنا أيضا متزوجة و أمّ لأربعة أبناء "