ليس موضوعي إن كانت الرسالة مسمومة أم لا، كما لست معنيا بالحيثيات الأمنية والفنية والقضائية، ما يهمني تحديدا يتلخص في السؤال التالي: هل يمكن للرسالة أن تكون لها خلفيات و أبعاد سياسية أم لا؟ في هذا الإطار، فأني أستحضر الأخبار و المعطيات التالية : مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية القوات التركية والروسية بمغادرة ليبيا. المصالحة الخليجية بيان الرئاسة الجزائرية المتعاطف مع الرئيس قيس سعيد و الذي استبق حتى بيان رئاسة الجمهورية التونسية. وضعية اللا استقرار السياسي والاجتماعي في تونس منذ رحيل النظام السابق واللذان لا يمكن معالجتهما في ظل النظام والمنظومة السياسية الحالية الشعبية الكبيرة التي لا زال يتمتع بها رئيس الجمهورية قيس سعيد الخلاصة: يبدو أن ورقة مراهنة الأمريكان على الإخوان كبديل للأنظمة السابقة قد احترقت ولم يعد لها من جدوى ولا فائدة مقارنة بأهداف الأمريكان في الاستئثار بمشاريع إعادة الإعمار والنهب المقنن لثروات الدول العربية في ظل أنظمة مركزية قوية ومطيعة في نفس الوقت. إذا، فهي رسالة سياسية موجهة لطرف عليه أن يستوعب جيدا أن الدعم الخارجي الذي كان يتمتع به قد انتفى وأن التوجه القادم هو رغبة الأمريكان في سيناريو جديد يحقق حد أدنى من الاستقرار السياسي والأمني داخل بعض دول ما يسمى بالربيع العربي. في تونس، لا أستغرب التوجه عما قريب نحو تغيير النظام السياسي الشبه برلماني نحو نظام رئاسي وبموافقة النهضة ... ننتظر لنرى، و لو أني مصر على أنها رسالة سياسية وخصوصا بالنظر لسذاجة السيناريو المتعمدة والمقصودة حتى تكون الرسالة بمثابة الإنذار قبل الإقصاء.