الشيخ المقصود بالحديث وكما يلقبه أنصاره هو السيد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، ولو أنه لا شيوخ في السياسة وخصوصا في ظل ديمقراطيات مزعومة… السيد راشد عاد في الأيام القليلة الماضية وبمناسبة حوارات أدلى بها لصحف أمريكية بالتزامن مع تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة، الى الاسطوانة المشروخة المتعلقة بالإسلام السياسي والإسلام الديموقراطي .... هو أراد تبليغ رسالة بأن حزبه مختلف عن تيارات الإسلام السياسي العنيفة و المتطرفة ولذلك فهو يفضل أن لا يُصنف نفسه كإسلام سياسي بل إسلام ديمقراطي!! يعني الرجل مصرّ على عدم التنازل عن كلمة إسلام في أي توصيف يتبناه رغم علمه و يقينه وخصوصا منذ صعوده للسلطة بأن السياسات الاقتصادية و الاستراتيجيات التنموية و مشاريع و برامج الدولة لا تستنبط من القرآن والسنة اللذان نعتز بهما و نفتخر ونتمنى حمايتهما من مستنقع السياسة و دواليبها و دهاليزها و تقلباتها المتكررة، بل هي أي السياسة اجتهاد بشري يخطئ ويصيب لا يجوز في ظل ديمقراطية منشودة أن تقحم فيها عامل الدين أو العرق أو الطائفة ، و ألا كانت فتنة و صراعات وجودية مريرة لن تنتهي ... يا أخي، هل أن النهضة التي تدعي أنها إسلامية قد تصدت لمشروع قانون المساواة في الإرث بمثل ما فعل بكل وضوح وصرامة المحافظ قيس سعيد، وهل دافعت النهضة التي تدعي أنها إسلامية عن مشروع صندوق زكاة على المستوى الوطني لا فقط على مستوى إحدى البلديات ... أيتها النهضة، يكفي من التلاعب و من التجارة بالدين ، و كوني حزبا محافظا لا يقبل أي تشريع يتعدى حدود الله و رسوله الكريم وادفعي نحو تشريع أحكام الله الواضحة و الصريحة والقطعية ، هذا من حقك بل من أوكد واجبات جميع المسلمين المنصوص عليها في الدستور، لكن رجاءا توقفي عن إضفاء قدسية الدين على برامجك السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية فهي من اجتهاد بشر يخطئ ويصيب. صدقوني ، أشفق عليكم من أعظم الذنوب و هي التجارة بالدين في حين أنكم تعلمون و لا يمكن أن تنكروا أنكم تعلمون وخصوصا بعد تجربة الحكم.