الكثير يختزل مفهوم الارهاب في عمليات حمل السلاح في وجه الدولة أو الموطن من أجل تقويض أركان الدولة والبناء على أنقاضها لنظام جديد إلاّ أنّ للإرهاب أخوات ومشتقات وفروع منتشرة حولنا وتعيش معنا وتسبح في بحرنا وتأكل خيراتنا ولكنّها أيضا تنغص حياتنا اليومية. ومن هذه المنغصات اليومية أولئك الذين يحتكرون قوت المواطن ويتحكمون فيه عبر شراء كل مواد الانتاج الاستهلاكية من خضر وغلال ولحوم وبيض ولم يسلم من جحيمهم إلاّ بعض المواد المسعرة وبالتالي اخراجها للسوق تدريجيا حتّى تشتعل اسعارها ويكتوي من نارها المواطن البسيط وطبعا من أجل أيضا الربح الفاحش والسريع لهؤلاء المحتكرين. بالله عليكم ألا يعدّ ذلك عملا ارهابيا بامتياز والفرق الوحيد بين من يقتل لمواطن بالسلاح مباشرة وبين هؤلاء المحتكرين هو فقط أنّ الرهط الأول يقتل بالسلاح والنّوع الثاني يقتل بالتقسيط المريح.