بعد معاناة مريرة مع مرض ألّم به منذ عقد من الزمن، أطاح هذا المرض العضال منذ أسبوع بالفنان الشعبي الصادق الماطري صاحب الأغنية الشهيرة "يا بير ماطر" التي كانت تتصدر كل الأغاني الشعبية ولازالت إلى اليوم ولا تخلو منها بيت أو محطة إذاعية أو قناة تلفزية، الجميع وجد نفسه في هذه الأغنية وهذا لا يعني أنّ المشوار الفني اقتصر على هذه الأغنية، بل كان للفقيد صولات وجولات في مجال الفن الشعبي وأضيف وأنّه كان على علاقة وطيدة بالمرحوم عبد المجيد بن جدّو حيث هذّب معا الكثير من الأغاني التراثية التي عرفت بها مدينة ماطر وأحوازها . وبالعودة إلى أغنية " يا بير ماطر" فهي كما أسلفنا من التراث القديم لجهة ماطر وهي أصلا تروي حكاية بئر موجود بالمنطقة راحت ضحيته فتاة جميلة جاءت طلبا للماء من هذه البئر، إلاّ أنّه حسب الأسطورة فانّ هذا البئر لمّا لمح جمال هذه الفتاة على سطح الماء ابتهر بجمالها وتمناها عروسا له وبالفعل ودائما حسب الموروث الاجتماعي سقطت هذه الفتاء الفاتنة الجمال بالبئر فاحتار الأهل والأجوار لغيابها وخاصة حبيبها الذي كان كلما ما مرّ بجانب هذا البئر إلاّ وسأله " يا بير ماطر جاكشي من يملآ " ليتطور ذلك السؤال ويصبح أغنية تراثية يتناقلها الجيل تلو الجيل. ولكن حال صاحب هذه الأغنية المطرب الشعبي الصادق الماطري لم يكن على ما يرام طيلة حياته خاصة بعد أن الّم به مرض عضال فقد معه الحركة وتدهورت صحته وظل يعاني من ذلك المرض لأكثر من عقد من الزمن في حين كان الجميع يعترف بقدراته الفنية حين كان منشدا ومغنيا وملحنا ومعلما، فقد أسعد الجميع طوال عقدين من الزمن بأغانيه وألحانه وحضوره الجميل سابقا في كلّ البرامج التلفزية خاصة مع المنشط الكبير المرحوم نجيب الخطاب والمرحوم عبد المجيد بن جدّو. والآن وطيلة مرضه تناساه الجميع وتركوه مقعدا ولكن للأسف الشديد لا لفتة كريمة طالته باستثناء تكريمه أخيرا في إطار مهرجان ماطر الثقافي.. إلى أن التهمه الموت فعاش صاحب أغنية يا بير ماطر فقيرا ومات فقيرا.. والسؤال هنا فهل هكذا نعامل أهل الفن وأصحاب الفضل على البلاد حين كانت لهم صولاتهم وجولاتهم؟؟.. نتمنى فقط الاهتمام بعائلة الفنان الراحل الصادق الماطري على الأقل حتى يهنأ وهو في رعاية الرحمان .بعد أن أذاقته الحياة طعم الحنظل....