علينا أن نفكر في مصالح بلادنا بعيدا عن الشعارات الرنانة التي تخلى عنها مبتكروها في الغرب الأطلسي، والإنكباب بجدية وواقعية على معالجة الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي إستفحلت في البلاد بشكل ينذر بأشد المخاطر بعيدا عن الأجندات الداخلية والخارجية، والحسابات الخاطئة، والمصالح الحزبية والشخصية الآنية الزائلة لأن المطلوب الآن هو حماية الأمن القومي للبلاد وتثبيت مقومات الإستقرار فيها، وبالتالي زرع الأمل في قلوب المواطنين التي حطمها الإحباط ودمرتها الخيبات المتراكمة. لا بد ، والحال تلك، من إعادة التنافس السياسي إلى مرجعيته الأساسية المرتكزة على القيم الحامية لأمن البلاد وسيادتها ومناعتها، لأنه خرج، وبشكل منفلت، عن منظومة هذه القيم ، وأصبح يهدد ما تبقى من مظاهر إستقرار الهش . لا يشك أحد في أن تجاوز هذه الوضعية المتردية يمر، أولا، من إجتثاث مدلول العنف والتحريض والتهديد، من الخطاب السياسي والإعلامي السائد، لأن تراكم العنف اللغوي في المضامين السياسية والإعلامية يؤدي إلى تفشيه في الشارع، لذلك فإن القوى السياسية والإجتماعية والإعلامية الفاعلة والمؤثرة في البلاد مدعوة إلى تليين خطابها وجعله محملا بالقيم والمبادئ التي نحتاجها في هذا الظرف الدقيق والعسير من مسيرة البلاد.