حذّر خبراء الاقتصاد من مساهمة الترفيع في سعر المحروقات في تنشيط سوق البنزين المهرّب ومضاعفة الإقبال عليه خاصة وأنّها شهدت زيادة في الأسعار لأكثر من مرتين في سنة واحدة .ومن المنتظر أن تشهد ارتفاعا آخر مع موفى السّنة الحالية حسب تصريحات وزير الصناعة والطاقة الأخيرة. ويفسّر أستاذ الاقتصاد الاجتماعي محمد زروق هذا الإقبال على البنزين المهرّب بضعف القدرة الشرائية للمواطن نتيجة مسلسل ارتفاع الأسعار خلال ست سنوات ما بعد الثورة. كما أنّ تحرير الأسعار ل80% من المواد الاستهلاكية ساهم في إضعاف القدرة الشرائية للتونسي، وهو ما أدّى إلى توسيع الطبقة الوسطى بالمجتمع لتشمل 70% من التونسيين. 73ألف سيارة جديدة هذه الطبقة أثقلها التداين من المؤسسات المالية والصناديق الإجتماعية والبنكية. وبالتالي يكون البنزين المهرّب بأسعاره المنخفضة مقارنة بمحطات البنزين ملاذا لهؤلاء أمام إرتفاع عدد السّيارات، إذ تشهد طرقاتنا أكثر من 73 ألف سيّارة جديدة. وانتقد الخبير زرّوق التوقعات التقريبية لسعر برميل النفط والتي بنت عليها الحكومة ميزانية 2017. وقال إنه كان من الأجدى أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار تقلّبات أسعار سوق النفط العالمية حتى لا تساهم في إرباك ميزانية المواطن. مافيات السّوق السوداء وكان تقريرا صدر عن المركز الأطلسي» بالولايات المتحدةالأمريكية قد حذر مؤخرا من المحروقات المهربة بين الحدود الجزائريةوالتونسية والمغربية معتبرا ذلك يهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للقارة الإفريقية. واعتبر ذلك من نشاط المافيات في السوق السوداء، التي تجني أرباحا طائلة . واعتبر أن هذا التهريب ينعكس بشكل سلبي على الدول بتهديد استقرارها الأمني. الجّماعات الإرهابية واعتبر التقرير تهريب المحروقات آفة تعود عائداتها لصالح الجماعات الإرهابية التي تنشط على حدود الدّول، كدولة نيجيريا وليبيا.وبين التقرير أنّ 660 ألف سيارة بكل من تونس والمغرب تشتغل بالوقود المهرّب من الجزائر. وتشكل الظاهرة بذلك خطرا كبيرا على مختلف الدول التي تعاني من هذه الأنشطة بما في ذلك شمال إفريقيا (المغرب والجزائر ثم تونس). تبييض الأموال وحسب هذا التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني لجريدة (ذي قارديان) البريطانية فإنّ المهربين يستخدمون الحمير في تهريب عدد كبير من المحروقات كل يوم، على الحدود الجزائريةوالتونسية والمغربية، ويجنون أموالا طائلة تدخل في جريمة تبييض الأموال واستعمالها في عمليات إرهابية من طرف الجماعات والعصابات المتطرفة وفق ذات المصدر مثل جماعة بوكو حرام بنيجريا.