قام الفلاح محمد منصف حمدوني، من ولاية سيدي بوزيد بتجربة فلاحية جديدة تمثلت في زراعة 3 نباتات نادرة وهي "المورينجا والكينوا والسيسبانيا" بضيعته بالجهة، حيث تتميز هاته النباتات بخصوصيات تتماشى مع وضع الجهة، خاصة فيما يتعلق بالنقص الفادح في توفر مياه الري بسبب تتالي سنوات الجفاف وارتفاع نسبة الملوحة في التربة والماء. وذكر حمدوني ان "هذه النباتات تحمل جملة من الفوائد الغذائية للإنسان والحيوان ولا تستهلك الكثير من المياه وتتحمل نسبة الملوحة، وقد تم اختيار هذه التجربة بهدف ايجاد حلول بديلة للفلاح ليحافظ على نشاطه في ظل المشاكل والضغوطات التي يعاني منها القطاع واصبحت ترهقه". وذكر أن نبتة "المورينجا" تنقسم الى نوعين "افريقية" و"هندية" وتسمى "شجرة الحياة" و"الحبة الغالية" و"كنز الحياة" نظرا لقيمتها الغذائية والدوائية والجمالية التي توفرها ويتم استهلاكها مثل نبتة البقدونس وتحمل الكثير من الفيتامينات والبروتينات والمعادن، كما تضاعف كميات الحليب واللحوم بالنسبة للحيوان، وهي غذاء جيد للارانب والدواجن. وبين انه "يمكن استعمالها لعلاج مرض السكري وتعديل الكولسترول والحصى في الكلى وعملية التخسيس بطريقة طبيعية"، وفق قوله، واضاف انها "تسمى ايضا "صديقة الفقراء" لانها انقذت عدة قبائل افريقية من المجاعة لما تحتويه من فيتامينات". وأبرز أنه يمكن الاعتماد على نبتة "المورينجا" في النهوض بقطاع النحل "لان فترة الازهار تطول من 6 الى 8 اشهر، ويمكن ان تكون غذاء للنحل ومن انتاج عسل يتسم بالجودة وتتوفر له سوق واعدة في العالم"، وفق قوله. وأفاد بأنه انطلق في تجربة زراعة نبتة "المورينجا" منذ سنتين "وهي نبتة سريعة النمو في مسار انتاجها وغير مكلفة وطرق زراعتها سهلة ويمكن استغلالها في مجالات مختلفة وقادرة على تحقيق ثورة فلاحية وصناعية بمساهمتها في صناعة الادوية ومواد التجميل" واضاف ان "زيت هذه النبتة باهظ الثمن في السوق العالمية، وهو مطلوب وذو قيمة غذائية كبيرة". وفيما يتعلق بنبتة "الكينوا" التي تنتج حبوبا وتتشابه في عدة خصويات مع نبتة المورينجا، ذكر انه "تم جلبها من امريكا الجنوبية واصبحت مادة مطلوبة في العالم وثمنها مرتفع، وهي نبتة تتحمل الملوحة ومقتصدة اكثر في الماء ولا تتطلب تكاليف كبيرة في عملية بذرها"، واشار الى انه "تمت زراعة هذه النبتة ولاقت تجربة بذرها نجاحا كبيرا، اذ تماشت مع تربة الجهة". وقال إنه تمت ايضا غراسة نبتة "السيسبانيا" التي "يمكن ان تكون بديلا علفيا ممتازا لتجاوز ازمة الاعلاف التي تعرفها المنطقة، وهي بدورها لا تتطلب الكثير من الماء وتتحمل الملوحة وتمكن الفلاح من توفير اعلاف لقطيع الماشية او الابقار لحل الاشكال الكبير الذي يعانيه اغلب الفلاحين خلال السنوات الاخيرة بعد الارتفاع المشط الذي شهدته اسعار الاعلاف"، حسب قوله.