إن ما علق بالحكومات السابقة منذ حراك الرابع عشر من جانفي 2011 هو تعامل العديد من وزرائها ، الذين جاءت بهم المحاصصات الحزبية والجهوية والزبائنية ، بمنطق أعرج هو منطق الإرتجال و"التغفيس" و"التجلطيم " والإستهتار و0نتهاك ذكاء المواطنين والضحك على ذقونهم تارة أوالتعالي والهروب وترك أهل البلاء في البلاء تارة أخرى ، دون مراعاة تذكر لشروط و0لتزامات وواجباتهم الأصلية والأساسية ، فتتالت فصول المهازل والفضائح والمسرحيات الفلكلورية والدينكشوتية المقرفة ، وتعطلت القوانين والتشريعات ومصالح المواطنين ، و0نهارت مصداقية الدولة بأكملها بما فيها مؤسساتها . لقد تناسى بعضى الوزراء ان المسؤولية التاريخية تحتم عليهم في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة البلاد ، الإلتزام المطلق ب0حترام المواطنين وتجنب محاولات إستغبائهم و0ستبلاههم لأن ذلك سيعود على مقترفي هذه الحماقات بالوبال ويضر ضررا فادحا بمصداقية الحكومة ويعطل كل المساعي لإيجاد حلول عاجلة لأكبر الأزمات الراهنة ، وخصوصا أزمات التشغيل و0نهيار المقدرة الشرائية، وصيانة قيم الحرية والديمقراطية وفتح الآفاق أمام شباب نهشه الإحباط ودمرت معنوياته خيبات الأمل المتلاحقة .