النهضة غاضبة.. ومستاءة.. ومستغربة.. وثائرة.. وتهدّد بالويل والثبور. ولعلّها المرّة الاولى التي تهدّد بالالتجاء للقضاء! انها لم تعد تتحمّل الحملات الممنهجة والعفوية.. التي تتّهمها بشتّى الاتهامات وتريد النيل من سمعتها وتشويه صورتها وقطع الطريق عليها حتى لا تتمّ عملية التطبيع بينها وبين الشعب بمعناه الواسع! ولكن النهضة تخطئ عندما تظنّ انها الوحيدة التي تعاني من هذا الحال الذي انتشر في تونس انتشار الهواء الذي كأنّه وباء! إن عملية الاستهداف تتعرض له البلاد بكل اطيافها وألوانها وفئاتها واتجاهاتها وافكارها.. لا احد اليوم في مأمن من قلة الحياء.. والسبّ.. والشتم.. والاهانات ومحاولات الاغتيال المعنوي.. الجميع اليوم عرضة لعاصفة الكراهية.. نعم.. الكراهية!!! هناك حالة من الكراهية غير مسبوقة اليوم في مجتمعنا.. حتى انني لا أتردّد في الزعم بأن هناك ما يشبه «الحرب الاهلية» بيننا ولكن بطرق ناعمة.. ودون اسلحة.. ولا دماء.. ولذلك انصح النهضة بأن لا تكتفي باللجوء الى القضاء وتقف عند حدّ المقاضاة.. انصحها بأن تتزعّم حملة ضارية وكبيرة وذكيّة لفضح وتعرية كل هؤلاء الذين اشعلوا نيران «الحرب الاهلية».. وخطّطوا لها.. ويعملون بطرق جهنمية على استمرارها.. وتوسيعها.. ان في استمرار هذه «الحرب».. حرب النذالة والخساسة والدناءة وقلة الحياء خطر حقيقي يتهدد تونس لعله يتساوى مع خطر الارهاب.. انني اقول للنهضة بكل صدق وانا لست منها.. ولا ضدّها: إن الحملة ليست ضدّكم.. انها ضدّ الوطن..